يشكل وجود الاستراحات في المناطق المأهولة هاجساً للسكان الذين يعتبرونها مصدر ازعاج يومي لهم يبدأ منذ المغرب وحتى ساعات الفجر الأولى عبر الأغاني ومكبرات الصوت. المواطن عبدالرحمن الحربي يرى أن وجود الاستراحات في المناطق السكنية وما ينتج عن وجودها من عرقلة لحركة السير داخل الأحياء السكنية ورفع أصوات مكبرات الصوت بالأغاني والآلات الموسيقية الصاخبة حتى ساعات الفجر دون خوف وحياء من الله. (الندوة) فتحت القضية وقامت بأخذ رأي الشارع حيث نقسم ما بين مؤيد ومعارض لوجودها بين المناطق السكنية. إن انتشار الاستراحات المعدة للإيجار داخل الأحياء السكنية لإقامة الولائم وحفلات الزواج وما يتبع ذلك من توافد المدعوين وإيقاف سياراتهم أمام منازل سكان الحي أمراً غير مقبول بتاتاً من الجميع حيث يسبب الكثير من الإزعاج والامتعاض من قبل سكان الحي. ويضيف الحربي قائلاً لا يخفى على الجميع ما يصدر من هذه الاستراحات من رفع الأصوات من مكبرات الصوت بالأغاني والعزف على الآلات الموسيقية دون مراعاة لسكان المنازل المحيطة بها، فالسكان ينشدون الراحة ومنهم المريض والطفل الرضيع والشيخ والمرأة المسنة. ونادى الحربي بإصدار تشريع بتحديد ساعات الفرح التي لا يجب أن تمتد إلى ساعات الفجر وعدم رفع أصوات الموسيقى الصاخبة وعلى ضرورة محاسبة من يخالف التعليمات فيها. ازعاج متواصل ويؤكد أحمد العبدلي أن السكان المحيطين بهذه الاستراحات يعانون من الازعاج المتواصل على مدار الأسبوع فتارة يكون اليوم هادئاً إلى ساعات الصباح الأولى ليتحول بعدها الحي إلى ما يشبه الاستنفار فالكل مستيقظ ولا يستطيع الخلود للنوم بسبب الازعاج المنبعث من هذه الاستراحات وتشتد المعاناة خاصة في الاجازات التي تكثر فيها المناسبات والولائم وحفلات الزواج. بدون وسائل سلامة ويرى إسماعيل عبدالله أن هذه الاستراحات التي تشبه قصور الأفراح تفتقر لكثير من اشتراطات السلامة والتجهيزات بحيث أصبحت مصدر ازعاج للسكان المحيطين بها وعدم مبالاتهم بوجود الرضيع وطالب العلم وكبير السن والمريض والموظف حيث أن الجميع في أمس الحاجة إلىالهدوء والسكينة وراحة البال في مثل هذه الأوقات المتأخرة من الليل. فكيف يوفر لهم الجو المناسب في ظل ارتفاع أصوات المعازف طوال الليل وعدم مراعاة ظروف السكان حيث تجد أبواق السيارات يطلق لها العنان أثناء دخول وخروج المحتفى به مع عدم المبالاة من قبل أمانة العاصمة المقدسة لشكاوى المواطنين وتذمرهم من الوضع الحالي للاستراحات التي غزت المناطق السكنية فكيف بها أن تقوم بمنع أصحاب هذه الاستراحات وهي تمنحها التصاريح اللازمة والدليل على ذلك اللافتات المشرعة على مداخل هذه الاستراحات. أما عبدالغفور خياط فيرى أن وجود مثل هذه الاستراحات داخل المناطق السكنية ساهمت إلى حد كبير في توفير السيولة وتقليل نفقات الزواج حيث لا يتعدى سعر الليلة الواحدة فيها 3000 ريال مقارنة في السابق حيث أن أسعار أجور قصور الأفراح تصل إلى 30 ألف ريال مما يشكل عبئاً كبيراً على الزوج. ولكن هناك بعض الملاحظات والمآخذ على هذه الاستراحات وهي قربها من المنازل السكنية واكتظاظ المخططات الحديثة بها وبنائها بشكل عشوائي حيث تجد من أربع إلى سبع استراحات متجاورة وكذلك لا بد من توفير وسائل السلامة ومخارج الطوارىء فالكثير منها يفتقر إلى أدنى درجات السلامة.