ستكون المنافسة مستعرة على لقب الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم الذي تنطلق مرحلته الاولى اليوم السبت وتشهد قمة مبكرة بين ليفربول وارسنال غد الاحد على ملعب انفيلد رود. خصوصية الموسم الجديد هي ان المنافسة لن تقتصر على الاربعة الكبار فقط تشلسي حامل اللقب ومانشستر يونايتد وصيفه وارسنال الثالث وليفربول، بل تشمل فرقا اخرى ابانت عن علو كعبها في الموسم الماضي وخصوصا توتنهام الذي انهى الموسم في المركز الرابع وبالتالي المشاركة في مسابقة دوري ابطال اوروبا، ومانشستر سيتي الخامس وأكبر مستفيد من سوق الانتقالات الصيفية بتعزيز صفوفه باكثر من لاعب من مستوى عال ما يشير الى دخوله طرفا قويا في التتويج باللقب، واستون فيلا. واكد مدرب مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغوسون على ضراوة المنافسة على اللقب والمراكز الاربعة الاولى المؤهلة الى المسابقة الاوروبية العريقة الموسم المقبل قائلا: «ستكون المنافسة قوية جدا على المراكز الاربعة الاولى، لن تكون مهمة الاربعة الكبار سهلة في الموسم الجديد على غرار الموسم الماضي الذي كان مختلفا تماما عما كانت عليه الامور في المواسم السابقة. حدث ما لم نشاهده ابدا في السابق». واضاف «الاربعة الكبار وجدوا صعوبة كبيرة الموسم الماضي واهدروا نقاطا لم تكن في الحسبان، كل ذلك دليل على رغبة وتصميم الفرق الاخرى في فرض نفسها بقوة في الدوري ومقارعة الكبار على الالقاب، وبالتالي أتوقع منافسة ضارية على المراكز الاربعة الاولى هذا الموسم». واردف قائلا «يجب ان نتوخى الحذر من اندية مثل استون فيلا وايفرتون وتوتنهام ومانشستر سيتي لانها جميعها ستخوض تحديا من اجل احد المراكز الاربعة الاولى». وشدد فيرغوسون على ان فريقه سيبذل كل ما في وسعه من اجل تعويض فشله في التتويج باللقب الموسم الماضي بعدما كانت الفرصة سانحة امامه للانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب الذي يتقاسمه وليفربول (18 لقبا لكل منهما) خصوصا وان الاخير قدم احد اسوأ المواسم في تاريخه. واستهل مانشستر يونايتد موسمه بفوز مستحق وغال على تشلسي حامل اللقب في مباراة درع المجتمع 3-1 الاحد الماضي، علما بان الفريق اللندني تغلب على مانشستر يونايتد ذهابا وايابا الموسم الماضي. وقال فيرغوسون في هذا الصدد «نحن سعداء كوننا بدأنا الموسم بفوز ثمين على تشلسي، انها دفعة معنوية كبيرة للاعبين. اذا لم تتعرض صفوفنا الى اصابات فاننا نملك حظوظا كبيرة للفوز باللقب». لكن فيرغوسون اعترف بقوة تشلسي مشيرا الى ان الاخير سيكون منافسه الاخطر للفوز باللقب، وقال: «لقد احرزوا الدوري والكأس الموسم الماضي، انهم فريق قوي ولن يتنازل عن لقبه بسهولة». ويعول مانشستر يونايتد كثيرا على مهاجمه الواعد الدولي المكسيكي خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» (22 عاما) الذي كشف عن موهبة كبيرة منذ قدومه الى اولد ترافورد حيث سجل له هدفين حتى الان احدها في مرمى تشلسي في درع المجتمع. وتعاقد مانشستر يونايتد ايضا مع مدافع فولهام كريس سمولينغ، وجدد عقد قطب دفاعه الدولي الصربي نيمانيا فيديتش. من جهته، لم يعزز تشلسي صفوفه باكثر من لاعبين هما الدوليان الاسرائيلي يوسي بنعيون من ليفربول والبرازيلي راميريس من بنفيكا البرتغالي. وخسر تشلسي جهود اكثر من لاعب بسبب انتهاء عقودهم مع النادي ورفض بعضهم التجديد لعدم حصولهم على مطالبهم المالية ابرزهم جو كول المنضم الى ليفربول والالماني ميكايل بالاك العائد الى باير ليفركوزن الالماني وديكو المنتقل الى فلومينينزي البرازيلي. ويمني مدرب تشلسي الايطالي كارلو انشيلوتي النفس بالاحتفاظ باللقب لتكرار الانجاز الذي حققه المدرب البرتغالي القدير جوزيه مورينيو عامي 2005 و2006، لكنه يدرك بان مهمته لن تكون سهلة خصوصا وانه سيركز كثيرا على مسابقة دوري ابطال اوروبا التي تبقى الهدف الاوحد لمالك النادي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش، بالاضافة الى محاربته على اكثر من جبهة حيث سيدافع ايضا عن لقبه بطلا لمسابقة كأس الاتحاد الانجليزي، ويخوض كأس رابطة الاندية المحترفة. وكانت استعدادات تشسلي للموسم الجديد مخيبة للامال، حيث فاز في مباراة واحدة وكانت على كريستال بالاس 1-صفر، وخسر 4 مباريات متتالية أمام أياكس الهولندي 1-3 واينتراخت فرانفورت الالماني 1-2 وهامبورغ الالماني 1-2 ومانشستر يونايتد 1-3. وعلى الرغم من ذلك اوضح انشيلوتي انه متأكد بان فريقه سيستعيد التوازن وسيكون افضل في الموسم باكمله، وقال «لست قلقا سنتحسن مع مرور المباريات». ويدخل ارسنال موسمه السابع على التوالي وكله امل في وضع حد لصيامه عن التتويج بلقب البريمر ليغ والمستمر منذ عام 2004. ولم يغير النادي اللندني بدوره جلده كثيرا واكتفى بالمهاجم الدولي المغربي مروان الشماخ من بوردو الفرنسي ومدافع لوريان الفرنسي لوران كوسيلني. وحاول مدربه الفرنسي ارسين فينغر التعاقد مع قطبي دفاع لتعويض رحيل السويسري فيليب سنديروس الى فولهام وسول كامبل الى نيوكاسل والفرنسي وليام غالاس الذي رفض النادي التجديد له لاكثر من موسمين. ونجح فينغر في الاحتفاظ بقائده وصانع العابه الدولي الاسباني فرانسيسك فابريغاس بعدما رفض عرضين من برشلونة الاسباني علما بان اللاعب كان يرغب في العودة الى ناديه الكاتالوني. ويعقد ارسنال امالا كبيرة على فابريغاس ويرغب في ان يساهم تتويج الاخير بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده في تفجير موهبته الموسم الحالي وقيادة المدفعجية الى الالقاب الغائبة عن خزائنهم منذ عام 2005 عندما توجوا بلقب الكأس. ولم تكن قرعة الدوري رحيمة بارسنال لانها وضعته في مواجهة حامية الوطيس منذ المرحلة الاولى امام مضيفه ليفربول الساعي الى محو خيبة امل الموسم الماضي الذي انهاه في المركز السابع وخرج من خلاله خالي الوفاض من جميع المسابقات بما فيها دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي «يوروبا ليغ». ووضع ليفربول حدا لارتباطه مع المدرب الاسباني رافايل بينيتيز المنتقل الى انتر ميلان الايطالي، وتعاقد مع روي هودجسون الذي قاد فولهام الى افضل موسم منذ تأسيسه حيث أهله الى المباراة النهائية لمسابقة يوروبا ليغ. وعزز ليفربول صفوفه بلاعب وسط تشلسي الدولي جو كول الذي كان سببا كبيرا في بقاء القائد ستيفن جيرارد في صفوف الحمر الى جانب المهاجم الدولي الاسباني فرناندو توريس. ويبقى الدولي الارجنتيني خافيير ماسكيرانو مصدر ازعاج بالنسبة الى هودجسون وانصار ليفربول كونه يرغب في اللحاق ببينيتيز الى انتر ميلان كما ان برشلونة يرغب في ضمه ايضا. والاكيد ان مانشستر سيتي سيكون في مقدمة المنافسين للاربعة الكبار كونه الوحيد في البريمر ليغ ابرم صفقات مدوية في سعيه الى معانقة الالقاب الغائبة عنه منذ فترة طويلة. وصرف مانشستر سيتي نحو 90 مليون يورو حتى الان للتعاقد مع العاجي يحيى توريه والاسباني دافيد سيلفا والروسي الكسندر كولاريف والالماني جيروم بواتنغ وهو لا يزال يرصد الايطالي ماريو بالوتيلي وجيمس ميلنر. وتضاف هذه الكتيبة الى الارجنتيني كارلوس تيفيز والتوغولي ايمانويل اديبايور وغاريث باري والفرنسي باتريك فييرا واحتمال عودة الدولي البرازيلي روبينيو ما يشكل قوة ضاربة ستقول كلمتها لا محالة. ولن تقف اندية توتنهام واستون فيلا وايفرتون مكتوفة الايدي خصوصا انها حافظت على ركائزها الاساسية. وبالعودة الى المرحلة الاولى، فان تشلسي يستهل حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة وست بروميتش البيون العائد الى الاضواء بعد موسم واحد في الدرجلة الاولى في مباراة سهلة نسبيا لرجال انشيلوتي على اعتبار لعبهم على ارضهم وامام جماهيرهم، والامر ذاته بالنسبة الى مانشستر يونايتد الذي يستقبل نيوكاسل الصاعد حديثا الى دوري النخبة. وتبرز ايضا المواجهة بين توتنهام ومانشستر سيتي في لندن، وهي مواجهة ثأرية بالنسبة الى الاخير كون الفريق اللندني قضى على اماله في انهاء الموسم في المركز الرابع الموسم الماضي. وفي باقي المباريات، يلعب استون فيلا مع وست هام، وبلاكبيرن روفرز مع ايفرتون، وبولتون مع فولهام، وسندرلاند مع برمنغهام سيتي، وولفرهامبتون مع ستوك سيتي.