في شبه الجزيرة الكورية توتر ، بعد أن اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بإغراق السفينة الحربية الجنوبية (شيونان) بمنطقة الحدود البحرية في مارس الماضي. ومنذ ذلك الوقت كانت التصريحات النارية بين البلدين في تصاعد مستمر يعكس حساسية الموقف بين بلدين جارين لازالا يعيشان في أجواء حرب 1950-1953. وارتفعت درجة التصعيد عندما هددت كوريا الشمالية بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع الجنوب وطرد العمال والموظفين الكوريين الجنوبيين ، ووصل التصعيد إلى التهديد باطلاق النار مباشرة على ما أعلنته كوريا الجنوبية من اعادة مكبرات الصوت على الحدود لتحريض الشماليين ضد الحكم الشيوعي. أمام هذا التصعيد كان لابد من تدخل لاحتواء الموقف قبل أن ينفجر من جديد خاصة وأن الحرب الكورية لم تنته باتفاق سلام وانما بهدنة مؤقتة إذا لم يجرِ العمل لتلافيها فقد يؤدي الأمر إلى انفجار جديد وإن كان هذا الأمر غير متوقع في ظل الاهتمام الدولي الكبير بالمنطقة وخاصة الملف النووي لكوريا الشمالية والدولتان اللتان بامكانهما تهدئة الموقف هما الولاياتالمتحدةالأمريكية بحسب روابطها مع كوريا الجنوبية و الصين بحسب روابطها مع كوريا الشمالية. ولكن وإن كانت أمريكا الآن مهتمة بمعاقبة كوريا الشمالية لكن ينبغي أن تسير الجهود في اتجاه التهدئة لأن من شأن معاقبة كوريا الشمالية دفعها إلى اتخاذ موقف جديد يعيد شبح الحرب في وقت أجوج ما تكون فيه المنطقة والعالم إلى السلام.