ظلت كل الدراسات .. ونصائح الأطباء .. وكل الأسوياء من الناس تؤكد على ضرورة الاقبال على الحياة بشعور الرضا .. والتفاؤل .. من أجل أن نحمي أنفسنا من الاكتئاب ومؤثراته المدمرة للصحة وللشعور السعيد الذي لا يستسلم لمشاكل الحياة .. والعمل .. والأسرة .. والتفكير إلى درجة الاختناق بالقادم من الأيام. دائماً المتفائلون .. والمقبلون على الحياة .. والذين يحرصون على ابتساماتهم هم الأنجح في الحصول على فرص أمتع في حياتهم بعيداً عن التوتر والتشنج .. والانفعال .. وهي العوامل التي تقود الإنسان إلى الاكتئاب وإلى الشعور الحزين الذي يسيطر فلا يترك فرصة للشعور بالرضا على الاطلاق. في امستردام أشرف علماء على دراسة تناولت 2847 رجلاً وامرأة وتم اخضاعهم إلى فحوص نفسية وقياس درجة الكآبة عند كل منهم وخلصت النتيجة إلى أن عدد الوفيات في صفوف المصابين بالكآبة يزداد بنسبة 4 مرات وتصنف الكآبة لدى جميع المصابين بشرايين القلب من بين أخطر العوامل التي تؤدي إلى الوفاة. وقد تناولت دراسة عن الكآبة على 573 امرأة ورجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة فبينت أن هناك مستويات عدة للضغط النفسي من بينها ذاك الناتج عن ضغط العمل والتفكير بالعمل اثناء الوجود خارجه .. علماً بأن 90% من الموظفين يصابون بالضغط النفسي الذي يزيد 3 مرات احتمالية الاصابة بالذبحة القلبية .. وكذلك تفعل المشاكل الزوجية داخل الأسرة واستمرار حالة النكد والشعور بعدم الرضا. ومادامت هذه مخاطر الكآبة .. والانعزال عن المجتمع .. والشعور الكئيب بأخطار الأمراض .. أو نتائج مشاكل العمل وربما صراعاته المعتادة .. وايضاً مشاكل الحياة الزوجية والأولاد وبالذات تفاقم المشاكل المادية والشعور بالعجز عن القدرة في توفير ما هو مطلوب من أجل الوفاء باحتياجات البيت والأسرة. كل هذا يقود الإنسان إلى الكآبة وإلى الشعور الحزين والمنكسر فتغيب الابتسامة .. ويفقد الإنسان العلاقات المرحة مع الناس وهنا يبدأ خطر تفاقم الأمراض وظلمة النفس التي يحبطها الشعور بالتشاؤم في كل حين. وبالطبع فان صلة الإنسان بربه .. وإيمانه الكبير بأن الله هو المقدر لكل شيء وأنه سبحانه وتعالى ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير من حال إلى حال .. هذا الشعور الايماني العميق يقودنا إلى التفاؤل .. والرضا .. والشعور بالراحة .. ليكون التوجه إلى الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه هو مفتاح الحياة السعيدة المسلمة بالقضاء والقدر. لا تقلقوا .. ولا تحز نوا .. ولا تفقدوا الأمل .. واعملوا دائماً بشعور الإنسان المتفائل .. إن السعادة تنبع من أعماق الإنسان .. من قدرته على الحياة بعيداً عن الهموم والغم .. والنكد .. والاستغراق في المشاكل والتفكير فيما سيكون في الغد .. والمثل يقول (لا تفكر ولها مدبر) سلموا الأمر لصاحب الأمر .. واجعلوا صلتكم بالله عامرة .. وستجدون أنفسكم على طريق الحياة السعيدة دائماً وأبداً. آخر المشوار قال الشاعر: دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن الا خالي البال ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال