في محور من ضمن مقالة للاستاذ الدكتور الشاهد اليوشيخي نشرت في العدد السابع عشر من مجلة حراء ديسمبر 2009م ويستعرض الدكتور في مقاله ويقول (مجموع مراحل الحياة والموت اربعة مراحل ويستشهد بالدليل القرآني في الآية (110) من سورة غافر بقول الله عز وجل (ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين) اي هناك موت قبل هذه الحياة الدنيا يليه موت بعد الحياة الدنيا. اذن للموت مرحلتان مرحلة الحياة بين الموتين ثم مرحلة الحياة لا موت فيها ولا موت بعدها وهذه هي الحياة الحقيقية والدائمة والتي تستحق ان تسمى (الحياة) حيث قال تعالى : (وان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) الاية (64) سورة العنكبوت. اين نحن من تواجدنا ومعرفتنا بهذه الحقائق التي اخبر بها الحق سبحانه وتعالى وعلمها لخلقه ودعاهم للتفكير فيها ليستيقن البشر ويدركوا تماماً وجوب الخضوع والاذعان للخالق الدائم الذي بيده ملكوت كل شيء. خلقوا بأمره وعاشوا ثم ماتوا ومن بعد ذلك يبعثون من جديد. اخي الانسان هل فكرت في نفسك وعرفت كيفية خلقك والمراحل التي قبله ثم التي توالت بعده وابحرت مع نفسك وعرفت مكانتها وموقعها في الحياة الدنيا وماذا صنعت وقدمت للحياة الحقيقية في الآخرة؟. هل انت راضٍ عما فعلته وقمت به من ماضيك وبما تواصل اداءه في حاضرك وما تتمناه في مستقبلك. نعم المستقبل بيد الله فهو سبحانه الذي يعلم الغيب الا انك تذوقت مراراة العذاب والحسرة طوال ما عشت وتنعمت ايضاً بكل انواع الملذات التي سخرت لك. فعليك الآن الاختيار ومؤاثرة الآجلة على العاجلة اي الحياة في الآخرة عن الحياة في الدنيا حيث قال عز وجل شأنه : (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا) سورة القصص الاية (77). ليكن العمل الذي تؤديه في دنياك تتحكم فيه قواك العقلية والنفسية تسيطر عليها وتكبحها الرغبة الشديدة وهي القوى الايمانية بالله عز وجل كل ما تصبو اليه وتأمله هورضاه سبحانه وتطمع في جناته جنات الخلد والبقاء. ليكن لك حظك الوافر والأهم جنان النعيم الابدي الدائم وليس الدنيوي الآفل؟.