نجح فريق متخصص من الجراحين مؤخرا، بمدينة الملك فهد الطبية، في استئصال ورم من دماغ امرأتين سعوديتين باستخدام تقنية الفلورسين المشع والتي تستخدم لتحديد أورام الدماغ واستئصالها، تطبق لأول مرة في المملكة. وأكد الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية أن هذه العملية تجرى لأول مرة في المملكة، وأن الحالات المشابهة تطبق في المراكز المتطورة في أوروبا وبعض مراكز الولاياتالمتحدةالأمريكية، مستشهدا أن نجاح هذه العملية جاء بفضل الله ثم بوجود فريق طبي متكامل على قدر عال من التخصص الدقيق والخبرة إضافة إلى التجهيزات والإمكانيات المتوفرة في مدينة الملك فهد الطبية. من جهته، قال الدكتور محمود اليماني مدير مركز العلوم العصبية في المدينة الطبية، رئيس الفريق الجراحي، أن المريضة كانت تعاني من نوبات تشنجات (صرع) وبعد تشخيص الحالة وإجراء الفحوصات اللازمة اتضح وجود ورم داخل الدماغ عن طريق الأشعة المقطعية، لافتا إلى إخضاعها للجراحة واستخدام تقنية تحديد الأورام في الدماغ أثناء العملية للمساعدة في الاستئصال الكامل(Gliolan flourecene). وأكد اليماني أن هذه التقنية تستخدم مادة مضيئة يتشرب بها الورم ولا تدخل إلى خلايا الدماغ مما يجعل الورم يضيء تحت المجهر باستخدام الإضاءة الزرقاء وبذلك يظهر لون الورم مختلف عن لون الدماغ مما يساعد على استكمال الاستئصال وتجنب ترك أي أجزاء قد لا تكون واضحة باستخدام إضاءة المجهر العادي، مضيفاً أن هذه المادة أجريت عليها اختبارات مقاييس الجودة العالمية وأبحاث ضمان عدم التضرر وأُقرت للاستخدام من قبل الجمعية الأوربية للغذاء والدواء مما نتج عنه استخدامها في المراكز المتطورة في أوروبا وبعض المراكز في الولاياتالمتحدةالأمريكية . وأفاد رئيس الفريق الجراحي، أنه تم التأكد من استئصال كامل الورم عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي داخل جناح عمليات المخ والتصوير المغناطيسي ال(BRAIN SUITE)، موضحا في ذات الوقت أن اجتماع تقنية (BRAIN SUITE) و(Gliolan flourecene) لم يحدد إلا في ثلاثة مواضع في العالم. وعن استخدام التقنية الأخرى المماثلة أبان الدكتور محمود اليماني، أنها تكمن في استخدام نوع آخر من الصبغات التي تحدد شرايين شبكية العين، وقد أجريت عليه العديد من الأبحاث إلى أن تم اعتماده في تحديد التشوهات الشريانية الدماغية أثناء الجراحة، مؤكدا أن هذه التقنية استخدمت في استئصال تشوه شرياني من دماغ مريضة سعودية وذلك بعد إجراء جميع الفحوصات اللازمة والتي أكدت وجود تشوه شرياني سطحي، تم معه استخدام تقنية ICG لتحديد أبعاد التشوه الشرياني ومن ثم للتصوير بعد استئصاله للتأكد من استكمال الاستئصال. وأضاف أن هذا النوع من التقنية يستخدم في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وعدد من الدول الأوربية الأخرى منذ سنوات ويحتاج إلى نوع خاص من المجاهر الجراحية، ويساعد على استئصال التشوه الشرياني بالكامل دون الحاجة إلى تصوير الشرايين الدماغية أثناء العملية أو بعدها الأمر الذي يساعد على اختصار مدة العملية كما يساعد على اقتصار مدة بقاء المريض في المستشفى بما يزيد عن 50 في المائة . وأشار الدكتور محمود اليماني، إلى أن المريضتين قد غادرتا المدينة الطبية وقد تماثلتا للشفاء بإذن الله، وأنهما يجريان بعض المراجعات للتأكد من متابعة الحالة، لافتا إلى أن هذه التقنيات المكلفة والتي تساعد على استئصال أورام معقدة أو تشوهات شريانية دماغية ليست إلا جزءاً من منظومة متكاملة من الخدمات المتطورة والتي تقدم من قبل فُرق طبية عالية التخصص بمدينة الملك فهد الطبية مما يعكس ما توصلت إليه المملكة العربية السعودية من تطور بشري وتقني في مسيرة التنمية الطبية.