كنت أجلس أمام التلفزيون أشاهد برنامجاً عن علاقات الزواج بين المرأة والرجل وتطرق الحديث عن أمور كثيرة حتى برز السؤال! لماذا تصل العلاقة بين الزوجين الى طريق مسدود؟!. ومن خلال المحاولة في الاجابة على هذا السؤال تم التحدث في عوائق كثيرة.. ومشاكل كبيرة بين الزوجين كان سببها تردي مستوى العلاقة بين الزوجين.. أو على الأقل بسبب توقف نمو هذه العلاقة ونجاحها في تسجيل تصاعد متواصل يؤدي الى التعامل مع كل الاختلافات التي قد تحدث في ذات الانسان مع مرور السنوات واكتساب المزيد من التجربة.. والتفاعل مع معطيات التعامل في المجتمع والناس على اسس متطورة تأخذ بأسباب الرحابة كما توالت الأيام ومضت تباعاً. وقد تحدثت في البرنامج دكتورة متخصصة فقالت عبارة ناجحة جداً وهي تخاطب المرأة (إياك أن تتوقفي دون اللحاق بكل التطورات التي تصيب زوجك ولو فعلت فسيأتي عليك وقت تشعرين بانك أمام انسان غريب لا تعرفين مفاتيح التعامل والتفاهم معه)!!. وهذا يعني أن الزوجة لابد وان تعمل دائماً على التصالح مع زوجها ومعرفة ما اصابه من فهوم جديدة.. ومن خلال التعرف على مراحل هذا التطور حتى في الهوايات والاهتمامات.. تجد الزوجة نفسها قادرة على التفاهم مع زوجها.. وعلى انجاح تواصلها الدائم مع دواخله.. وبالطبع فإن هذا يقود الرجل نفسه أيضاً الى التعرف على ألوان ما اصاب زوجته من المعرفة والفهم والوعي من خلال عملها.. أو دراستها .. أو انسجامها مع معارفها من نساء المجتمع قريبات وزميلات وصديقات. وهذا التمازج الذي يحدث نتيجة الاهتمام بالطرف الآخر يقود العلاقة بين الزوجين الى شاطىء الأمان بعيداً عن الاحتدام.. والانفعالات.. والخصومات الدائمة التي تخلخل الحياة الزوجية حتى تدفع بها الى الهاوية ليكون الطلاق لا قدر الله هو الحل الوحيد!!. ان انصراف الزوجة عن الاهتمام والالتصاق بزوجها من اجل التفرغ للسهرات والنزهات والمحادثات الهاتفية فقط.. أو انصراف الزوج لعمله .. وشلته.. وسهرات البلوت.. فقط يؤدي الى انفصام متدرج بين الزوج وزوجته حتى تصل العلاقة بينهما دون ان يدريا الى مرحلة التشتت والتصدع وعندها لا يمكن أن نجد حلاً كما قلت سوى الطلاق ولو بعد سنوات كثيرة من الزواج!!. وحذارٍ أن تركن المرأة الى الاطمئنان بأن زوجها لن يطلقها بعد عشرات السنين وانه مكره على الصبر من اجل الحفاظ على اركان عائلته والحفاظ على ابنائه وبناته.. فالزوج قد يصبر سنة وخمساً وعشراً ثم عندما لا يجد حلاً ولا مفراً سوى الانفصال والطلاق فإنه سيفعل مهما كان الثمن!!. وعلى المرأة في الدرجة الأولى ان تغدق من الحب والاهتمام والحنان على زوجها مهما تقدمت بهما سنوات الزواج.. فالحب .. والحب الصادق والدائم هو الفيصل وهو ما يجعل الرجل أكثر حرصاً على زوجته وبيته وعلى الزوجة أن تسخر وعيها لتقتنع بأن السهرات والصديقات والمحادثات الهاتفية بالساعات لن تفيدها بشيء وعليها ابداً أن تكون الى جوار زوجها وتحرص على ان تؤكله حباً.. وتسقيه حباً.. وتملأ عليه حياته حباً.. حباً.. حباً!!. آخر المشوار قال الشاعر: سامحته وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وتركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه