قتل 17 شخصا وجرح 35 آخرون في قصف صاروخي نفذته طائرة أميركية من دون طيار صباح أمس على جنوب وزيرستان، مستهدفة منطقة يسيطر عليها زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود. ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤول بالمخابرات الباكستانية تأكيدا للهجوم، مع الإشارة إلى سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى. وقال المسؤول إن الصواريخ الأميركية استهدفت ما وصفها (بمخابئ للمتشددين) في المنطقة الواقعة شمال غرب باكستان على مقربة من الحدود مع أفغانستان. واعتبر مصدر مطلع أن الغارة الأميركية قد تكون مرتبطة بما أعلنته حركة طالبان الأفغانية عن نجاحها في أسر جندي أميركي، حيث يعتقد أنه ربما نقل عبر الحدود إلى المناطق القبلية في باكستان. وجاءت الغارة غداة إعلان مسؤولين باكستانيين مقتل نحو 50 من المقاتلين في غارات نفذتها طائرات مروحية على منطقة خيبر ضمن الهجوم الموسع الذي تشنه القوات الباكستانية على مقاتلي طالبان منذ أربعة أسابيع والذي بدأ في وادي سوات قبل أن ينتقل إلى مناطق أخرى في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. كما أعلن المسؤولون مقتل شرطيين باكستانيين وإصابة اثنين آخرين أمس الخميس في انفجار قنبلة بالتحكم عن بعد لدى مرور دورية للشرطة في ضواحي مدينة بيشاور. وتقول وكالة الأنباء الألمانية إن هجوم الجيش الباكستاني على المناطق القبلية أسفر حتى الآن عن مقتل 1600 من مقاتلي طالبان، مما أجبر الباقين على الفرار إلى الجبال أو إلى معاقل أخرى في المنطقة. وبدورها نفذت طالبان العديد من الهجمات ضد القوات العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد كرد انتقامي على العملية العسكرية. ويقول المصدر إن الغارات الأميركية وهجمات الجيش الباكستاني وما يتلوها من ردود أفعال من جانب طالبان باتت تخلق أجواء حرب حقيقية في كثير من أنحاء باكستان. وكانت أحداث أمس الأول قد تضمنت أيضا مقتل مالك جولي شاه أحد شيوخ القبائل الموالين للحكومة واثنين من حراسه على أيدي مسلحين في منطقة خيبر، في حين شهدت مدينة راولبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد هجوما استهدف حافلة تقل عاملين في مصانع للمعدات الحربية، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص.