قدّم المنتخب المصري أداءً بطولياً في اللقاء الذي جمعه مع المنتخب البرازيلي على ملعب (فري ستايت) في بلومفونتين أمس، قبل أن يسقط بركلة جزاء قاتلة وينتهي اللقاء - الذي جمع أبطال إفريقيا بأبطال أمريكا الجنوبية في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من كأس القارات - بنتيجة 4-3. وسجل أهداف (راقصي السامبا) كل من كاكا (5) و(90)، ولويس فابيانو (12)، وجوان (37)، فيما تكفل محمد زيدان (9) و(55)، ومحمد شوقي (54) بإحراز أهداف الفراعنة. وبهذا الفوز، تتصدر البرازيل المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط. وبدا اندفاع المنتخبين للتسجيل واضحاً منذ الدقائق الأولى للقاء، إذ شهد الربع ساعة الأول تسجيل 3 أهداف، إلى جانب العديد من الفرص الخطرة. ولم يصمد الدفاع المصري المهزوز طويلاً أمام حاملي لقب البطولة، إذ سرعان ما أحرز كاكا الهدف الأول بعدما تلاعب بالدفاع وسدد كرة في الزاوية اليسرى لمرمى الحضري الذي لا يسأل عنه(4)، إلا أن محمد زيدان رد سريعاً بهدف أحرزه برأسه بعد تلقيه عرضية رائعة من محمد أبوتريكة (7).لكن فرحة (الفراعنة) بالتعادل لم تدم طويلاً، إذ نفذ ايلانو ضربة حرة وصلت إلى رأس لويس فابيانو الذي لم يجد بدوره صعوبة تذكر في إسكانها شباك الحضري وسط سوء تغطية وائل جمعة (11). بعدها، نجح الدفاع المصري في امتصاص حماس (راقصي السامبا) الذين فشلوا في اختراق منطقة الجزاء، فيما اكتفى (الفراعنة) بالتمريرات البينية القصيرة في وسط الميدان، ولم يشكلوا أدنى خطر على مرمى حارس انتر ميلان الإيطالي جوليو سيزار. وحصل المصريون على أول ضربة ركنية لهم بعد توغل أبوتريكة في الجهة اليسرى قبل أن يبعد ايلانو الكرة من أمامه، لكنهم أساءوا استغلالها بعدما خطف كاكا الكرة وكاد ينفرد بعصام الحضري لولا تدخل الدفاع في اللحظة الأخيرة (19). بعدها، استحوذت البرازيل على الكرة وانحصر اللعب في نصف الملعب المصري، ما اضطر المدافعين لارتكاب بعض الأخطاء التي تحصّل حامل اللقب من أحدها على ركلة حرة مباشرة على مشارف منطقة الجزاء، سددها ايلانو في أحضان الحضري (25). واستفاق (الفراعنة) من التقوقع الدفاعي، فحضّر محمد زيدان كرة على طبق من ذهب لأبو تريكة المتواجد في منطقة الجزاء دون أن ينجح الأخير في تغيير مسارها إلى شباك سيزار لتتحول إلى ضربة مرمى (27). ثم توغل محمد فتحي في نصف الملعب، وسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن (28)، أتبعها حسني عبد ربه بتسديدة ضعيفة أمسكها سيزار بسهولة (29)، قبل أن يتلاعب أبو تريكة بايلانو في منطقة الجزاء ويتدخل لاعب الوسط البرازيلي في اللحظات الأخيرة (33). وشهد الربع ساعة الأخير من الشوط الأول تحسن أداء أبطال إفريقيا بعد تحررهم من الانكماش الدفاعي وتألق أحمد فتحي في وسط الملعب، لكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح بعدما سجل مدافع روما جوان الهدف الثالث ل(راقصي السامبا) بعدما حول ضربة ركنية إلى هدف مستغلاً سوء التغطية الدفاعية (37). وقبل لحظات من نهاية الشوط الأول، رفع سيد معوض المندفع من الجهة اليسرى كرة بالمقاس على رأس حسني عبدربه، لكن الأخير أطاح بها فوق المرمى. ومع انطلاق الشوط الثاني، أظهر (الفراعنة) وجهاً مغايراً عن ذلك الذي قدّموه في الشوط الأول، فبدت هجماتهم أكثر تنظيماً مع تقدم الظهيرين والأجنحة على الأطراف، وأصبح دفاعهم أكثر انضباطاً وشراسة في مواجهة الهجمات البرازيلية، لاسيما بعدما دفع حسن شحاتة بأحمد عيد عبدالملك المتألق بدلاً من أحمد حسن لتعزيز وسط الميدان (51). وقدم محمد أبوتريكة لمحة مهارية رائعة عندما استخلص الكرة من مدافعي البرازيل، ثم مرر كرة رائعة إلى سيد معوض الذي عكسها بدوره إلى محمد شوقي فسددها لتعانق الشباك البرازيلية (54). وبعد لحظات من هدف تقليص الفارق، سجل محمد زيدان المتواجد في منطقة الجزاء هدف التعادل بعد تلقيه كرة رائعة من أبوتريكة، أسكنها في شباك سيزار (55). هدف زيدان جاء بمثابة صدمة للبرازيليين الذين غابت خطورتهم تماماً في الربع ساعة الأول من الشوط الثاني، فظهروا شبح الفريق الذي قدم شوطاً أولاً ممتازاً، واضطروا للتراجع إلى الخلف خوفاً من هدفٍ مصري رابع يضعهم في موقف محرج. على الجانب الآخر، بدا نجاح تغييرات حسن شحاتة جلياً على أداء أبطال إفريقيا فتحركوا بشكل ممتاز على الأطراف بعد دخول أحمد عيد عبدالملك، وتحرر أبوتريكة على الجهة اليسرى من الميدان وتشكيله ثنائياً خطراً مع مهاجم بروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان. وفيما ظن الجميع أن المصريين في طريقهم إلى تحقيق تعادل مفاجئ، احتسب الحكم ركلة جزاء ل(راقصي السامبا) بعدما أبعد أحمد المحمدي الكرة من على خط المرمى بيده، فترجمها كاكا إلى هدفٍ ثانٍ له شخصياً ورابع لمنتخب بلاده (93). إلا أن المصريين لم ييأسوا، فسدد أحمد عيد عبدالملك كرة قوية كادت تمنح المصريين التعادل بينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، لكن سيزار أنقذها بصعوبة مانحاً البرازيل نقاط اللقاء الثلاث. احتجاج مصري: أكد رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر في تصريح أمس، أنه تحدث مع رئيس اتحاد الكرة الدولي السويسري جوزيف بلاتر خلال وجودهما معاً في مقصورة ملعب (فري ستيت) بمدينة بلومفونتين حول ضربة الجزاء المثيرة للجدل التي احتسبها الحكم الإنجليزي هاورد ويب لصالح المنتخب البرازيلي في المباراة التي فاز فيها على نظيره المصري 4-3. وشهد قرار ضربة الجزاء التي احتسبها ويب بعض الأحداث المثيرة، إذ احتسب بدايةً ضربة ركنية لصالح الفريق البرازيلي، لكنه عدل عن قراره واحتسب ركلة جزاء وطرد أحمد المحمدي لتعمده لمس الكرة بيده. وأوضح زاهر لوكالة الأنباء الألمانية أن المنتخب المصري لن يخوض مباراته المقبلة أمام ايطاليا الخميس المقبل إلا بعد رد الاتحاد الدولي على الاحتجاج الذي سيقدمه الاتحاد المصري بهذا الشأن. كما أكد زاهر أنه لم يتوقع الأداء (العالمي) الذي قدمه فريقه، معتبراً أن أبطال افريقيا الذي كانوا الأحق بتحقيق الفوز وأن الفرصة لاتزال مواتية لإبهار العالم خلال مباراتيه المقبلتين أمام إيطاليا وأمريكا. وألمح رئيس الاتحاد المصري إلى قدرة (الفراعنة) على تحقيق الفوز على نظيره الإيطالي إذا ظهر بنفس المستوى الذي ظهر عليه أمس متمنياً سرعة رد الاتحاد الدولي على الاحتجاج المصري.