اجمع عدد من وزراء الأوقاف والشؤون الاسلامية الذين شاركوا في المؤتمر الثامن لوزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية في دول العالم الاسلامي الذي عقد مؤخراً في محافظة جدة على ان للمملكة العربية السعودية دوربارز في الاهتمام بكل ما يهم الشأن الاسلامي، وبحث قضاياه ومناقشتها، والعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها، مشددين في تصريحات لهم على ان اختيار موضوع : (الامن الفكري ودور وزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية في تحقيقه) عنوانا للمؤتمر جاء في وقته كونه القضية التي تشغل دول العالم الاسلامي. ففي البداية قال وزير الاوقاف والارشاد بالجمهورية اليمنية القاضي حمود بن عبدالحميد الهتار : ان الموضوعات التي اشتمل عليها جدول اعمال المؤتمر من الاهمية بمكان خاصة وانها تناولت موضوع الامن الفكري في هذا الوقت الذي نعيش فيه حيث عصر العولمة والفضاءات المفتوحة، وعصر ثورة المعلومات فلابد ان نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على هويتنا العربية والاسلامية، وحماية ديننا من المؤامرات التي تحاول النيل منا او من امتنا الاسلامية سواء كانت هذه المؤامرات من الداخل او من الخارج. واشار الى ان المفاهيم الخاطئة والتصورات الطائشة لا تقل خطراً عن المخططات والاعمال المعادية، لانها تظهر الاسلام بغير صورته التي انزله الله عليها فالاسلام دين الحرية والعدالة والمساواة والتسامح والتعايش مشدداً على ان المفاهيم الخاطئة تظهر هذا الدين بغير هذه المفاهيم كما انها توفر المبررات والذرائع للآخرين لكي ينالوا من امتنا موضحاً ان وسائل الاعلام الغربية تبرز التصريحات التي تعبر عن المفاهيم الخاطئة للاسلام وتروج لها رغم ان هناك مفاهيم واشخاصاً معتدلين لكن وسائل الاعلام الغربية تركز كثيرا على اقوال المتطرفين وتروج لها ونحن بحاجة الى ن تنشر المفاهيم الصحيحة ونظهرها للناس ونروج لها فليس هناك ما يمنع من ان نعرف الناس فيها تعريفا كاملا. واشاد الوزير اليمني في سياق تصريحه بالعلاقات المتميزة بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا وقال : ان العلاقات بين البلدين في احسن أحوالها، وتشكل مرتكزاً اساسياً في تحقيق المزيد من مجالات التعاون، مؤكداً ان سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخذت بعداً اقليمياً ودولياً من خلال ؤتمرات الحوار المتعددة التي اعطت الحوار مع الآخر بعداً دولياً واسعاً، بالاضافة الى الحوار مع الذات مشيراً الى أن مؤتمرات الحوار الوطني التي تقام في المملكة تشكل نموذجاً طيباً يستحق التقدير الكامل. ونوه القاضي حمود الهتار باستضافة حكومة خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الثامن للاوقاف والشؤون الاسلامية وقال : ان هذا ليس بغريب على هذه الحكومة المباركة ما تقدمه لهذا المؤتمر فقد عرفنا المملكة خلال العقود الماضية تتبنى المؤتمرات الاسلامية وتكرم زائريها، واكبر مؤتمر سنوي يعقد كل عام هو مؤتمر الحج الذي تستضيف فيه المملكة الملايين من ضيوف الرحمن وتقوم بواجبهم وتكرمهم اكراماً كبيراً، كتوجهاً بالشكر لمعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، وحسن الاعداد والتحضير لهذا المؤتمر، والعلاقة المتميزة بين وزارتينا في هذه المرحلة. من جانبه قال رئيس الوقف السني العراقي الشيخ احمد عبدالغفور : ان العالم الاسلامي بحاجة لأن يتحرك وزراء الاوقاف لوضع بصمتهم الوسطية، ومنهجهم الفكري المعتدل امام الشعوب، سيما ان العالم بحاجة الى هذا المنهج المعتدل. ووصف فضيلته دور المملكة في العالم الاسلامي بأنه الدور الراعي والحريص الذي يعالج وينصح ويوجه لان المسلمين جميعاً ينظرون الى ان المملكة هي الاب الكبير، وحينما نسمع خادم الحرمين الشريفين وهو يتحدث في مؤتمرات حوار الاديان عن الافق الواسع والمنهج المعتدل، والابتعاد عن التفرقة، والضيق، والتحجر والانغلاق فاننا نتيشبث بهذا المنهج التي اثبتت الايام بأنه هو الذي يخدم المجتمع ويصلحه، ويحقق له وحدة الصف ويبعده عن التطرف والتشتت. وفي ذات الشأن اكد وزير الشؤون الاسلامية في جمهورية المالديف الدكتور عبدالمجيد عبدالباري ان لمؤتمر وزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية فوائد عظيمة، مشيرا الى ما يواجهه العالم الاسلامي في الآونة الأخيرة من تحديات، وقال : ولذلك لابد من تكاتف الجهود والتنسيق فيما بين الجهات المعنية لاننا نعيش في عالم كثرت فيه الاحداث والفتن، اضافة الى وجود بعض الافكار غير السليمة والمعادية للاسلام كالتشدد والتطرف الديني والتكفير والهجرة فلابد من التنسيق للجهات المعنية للحد من هذه الامور مشيراً الى ان هناك تيارات مضادة للإسلام مثل التنصير، ففي هذه المؤتمرات تكون اللقاءات وتبادل الاراء والخبرات والتنسيق فيما بين الجهات فتؤتي اكلها وثمراتها ان شاء الله وارجو ان يكون هذا المؤتمر ناجحا وفعالاً بإذن الله تعالى. ووصف المملكة العربية السعودية بانها رائدة العالم الاسلامي ولها دور بارز في جميع ميادين الاسلام كما ان لها ايادي بيضاء في خدمة الحجيج، وقد لاحظنا في الآونة الاخيرة ما قامت به المملكة العربية السعودية من مشاريع عملاقة خاصة في توسيع المسعى في المسجد الحرام، وتوسيع منطقة رمي الجمرات في منى، فهذه المشاريع تنصب في خدمة الاسلامي، فالمملكة لا تدخر وسعا في خدمة الاسلام والمسلمين بالاضافة الى ما نفذته من مشروعات كثيرة في دول العالم الاسلامي. وقال الدكتور عبدالمجيد عبدالباري : ان بلدنا المالديف لها علاقة طيبة مع المملكة العربية السعودية وهناك عدد كبير من طلاب بلادي يدرسون على حساب المملكة العربية السعودية عبر منح حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وافتخر بأنني من خريجي الجامعات الاسلامية بالمدينة المنورة.