قال الاتحاد الأفريقي إن الوضع الميداني بالصومال بات تحت سيطرة القوات الحكومية بعد أسابيع من المعارك العنيفة مع مسلحي حركة الشباب المجاهدين, بينما نفت الحكومة الصومالية دخول القوات الإثيوبية بلدة حدودية. وقال مبعوث الاتحاد للصومال نيكولا بواكيرا في تصريحات من كينيا إن العاصمة مقديشو صارت أهدأ مما كانت عليه حين زارها في مارس الماضي. وأضاف بواكيرا أن حركة الشباب لا تحظى بدعم شعبي لكنها تعتمد ما وصفها بتكتيكات إرهابية عبر اتخاذ الناس رهائن.وجاءت تلك التصريحات بعد ساعات من تأكيد وزير الإعلام الصومالي محمود فرحان أن القوات الحكومية والمجموعات التابعة لها ليست في وضع ميداني صعب, مضيفا أن قواته (استطاعت صد هجوم المعارضة على مقديشو، وأن قوات المعارضة تفر نحو البلدات والمدن وسط البلاد). وأعرب عن أمله في (تنظيف الصومال من الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين في أقرب ممكن). ونفى فرحان ما تردد من معلومات عن دخول قوات إثيوبية للصومال، قائلا إنه (لا نية لدى الحكومة للاستعانة بقوات إثيوبية في معركتها مع الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين. وأضاف الوزير الصومالي أن خطوة كهذه تحتاج أصلا إلى موافقة البرلمان وموافقة الرئيس شريف شيخ أحمد الذي لا ينوي بأي شكل من الأشكال إعادة الإثيوبيين للبلاد. وفي السياق نفسه نفى وزير الإعلام الإثيوبي أرمياس ليغيسي نفيا قاطعا صحة أنباء تحدثت بأن قوات بلاده عبرت الحدود مع الصومال عند بلدة كالابيرا الواقعة على بعد ثلاثمائة كلم شمال العاصمة مقديشو. ونقل عن مصادر محلية أن قوات إثيوبية وصلت منطقة كالابيرا الصومالية. كما أوردت مصادر إعلامية أخرى عن شهود أنهم رأوا قوات إثيوبية تستقل 12 عربة عسكرية تدخل كالابيرا، دون أن يعرف ما إذا كانت هذه الوحدات طلائع لقوات أكبر أو مجرد محاولة لتعزيز الحدود في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة داخل الصومال. وكانت القوات الإثيوبية قد انسحبت من الصومال مطلع العام الجاري تطبيقا لاتفاقية جيبوتي التي تشكلت بموجبها حكومة صومالية جديدة أوصلت رئيس المحاكم الإسلامية سابقا شريف أحمد إلى السلطة.ويأتي تضارب الأنباء بشأن دخول الإثيوبيين مع استمرار المعارك بين القوات الموالية للحكومة الصومالية وبين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين اللذين أعلنا سيطرتهما على ماهاداي شمال مقديشو، وهي ثالث مدينة تابعة لمحافظة شبيلي الوسطى تسقط في يد المعارضة الإسلامية بعد سقوط جوهر في يد حركة الشباب. وأفاد شهود أن مئات من مسلحي المعارضة دخلوا الاثنين بلدة ماهاداي وسيطروا عليها دون إطلاق رصاص، وهو ما أكده المتحدث باسم الحزب الإسلامي حسن مهدي. وكانت قوات المعارضة أعلنت مواصلة تقدمها وسط البلاد بعد إحكام سيطرتها على ست مناطق بالجنوب إضافة إلى تسعة أحياء من مقديشو. وذكر مراسل الجزيرة بمقديشو أن اشتباكات دارت بين مسلحي الشباب ومسلحي تنظيم موال للحكومة يدعى أهل السنة والجماعة في اثنتين من محافظات الوسط، مع استمرار عمليات نزوح السكان من العاصمة تحسبا لتجدد المعارك.