قد لايكون من المستغرب أن يظل حاملو شهادات الدكتوراه المزورة منتظرين أدوارهم للحصول على مناصب قيادية جديدة أعلى من تلك التي تولوها عقب حصولهم على المؤهلات المزورة فأطماعهم لازالت تتطلع إلى الأعلى معتقدين أنهم بمثل هذه المؤهلات قد وصلوا إلى أرقى المناصب وأعلاها . والحقيقة تقول إنهم وصلوا بالتزوير والخداع وهذا ماعلق عليه أكثر من كاتب بصحفنا المحلية وكان آخر تلك التعليقات ماتناوله الأستاذ عابد خزندار بزاويته اليومية ( نثار) بجريدة الرياض بعددها الصادر يوم 4 جمادى الأولى 1430ه إذ تحدث تحت عنوان (أصحاب الشهادات المزورة يفتضحون) حول ظاهرة الشهادات المزورة وطالب (الجهات المختصة بملاحقة وفصل أصحاب الشهادات المزورة من المناصب التي تولوها سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص). وقد جاءت كلمات الأستاذ عابد نتيجة لما أثاره عضو في مجلس الشورى من تساؤلات حول قيام الحكومة الأميركية بتسليم الحكومة قائمة تضم أسماء مواطنين سبق لهم الحصول على شهادات عليا مزورة من داخل الولاياتالمتحدة . وما أشار إليه الأستاذ الخزندار وما أثاره عضو مجلس الشورى ليس الأول وليس الأخير فقائمة حاملي شهادات الدكتوراه المزورة ستظل مليئة بأسماء السعوديين الحاصلين على مؤهلات بالتزوير أو بالشراء . ولن يتم القضاء عليهم في ظل الخداع الذي يسيرون عليه ورغبتهم في الوصول إلى القمم ووجود من يفتح لهم الأبواب ويجلسهم في صدر المجالس . وما نأمله أن تسعى صحفنا المحلية لنشر أسماء من انفضحت مؤهلاتهم على غرار ماقامت به مجلة نيوسبوكسمان ريفيو New Spokesman Review حينما نشرت أسماء عشرة آلاف شخص حصلوا على شهادات دكتوراه مزورة من بينهم 180 خليجياً منهم 69 سعوديا فقد تساعد مثل هذه الخطوة في الحد من المؤهلات المزورة . أما الخطوة الثانية فتتمثل في تحرك جدي للقضاء على هذه الظاهرة من خلال إنهاء خدمات من وصلوا إلى مراكز وظيفية بمؤهلات مزورة وهي دعوة نادى بها الكثيرون . ومن الخطأ أن نسعى لإنهاء خدمات المتعاقدين الأجانب حال انكشاف مؤهلاتهم المزورة ونترك السعوديين يسرحون ويمرحون هنا وهناك ونحن متأكدون بأن مؤهلاتهم مزورة . أما القضية الأخرى فتتمثل في الكيفية التي يحصل من خلالها الحامل لدرجة البكالوريوس على درجة الدكتوراه دون الحصول على درجة الماجستير . وقد برر أحد من ساروا على هذا النهج ذلك بقوله إن الجامعة رأت أنه يستحق أن يتجاوز مرحلة الماجستير فمنحته الدكتوراه مباشرة . إننا إن التزمنا الصمت أمام مثل هذه الحالات خلال الفترة الحالية فمن المؤكد أننا سنرى مستقبلا من يقف أمام المدرج الجامعي استاذا وهو لايعرف المبتدأ من الخبر لكونه حصل على الدكتوراه في اللغة العربية من بقالة الشهادات الجامعية ووقتها لن يكون باليد من حيلة سوى الرضوخ للأمر الواقع وتقبل مثل هؤلاء المزورين ليخرجوا لنا أجيالا لاتفقه حتى في لغتنا العربية .