في أمسية ولا أحلى، استضافت مؤخراً اثنينية الوجيه الأديب عبدالمقصود محمد سعيد خوجة الدكتورة ملحة عبدالله مزهر، الكاتبة السعودية المبدعة في مجال (الكتابة المسرحية). | من يعرف عن هذه السيدة التي لقبت في مصر ب (سيدة المسرح السعودي)؟ هاكم سيرة موجزة عنها : (هي من مواليد مدينة أبها (البهية).. تلقت تعليمها بالمدرسة الأولى للبنات بأبها، وأظهرت عشقها المبكر للقراءة منذ طفولتها فشجعها والدها، وأوفدها زوجها الى مصر للتعلم، فحصلت على الثانوية العامة من مدرسة السنية بالقاهرة، وواصلت تعليمها الجامعي نالت شهادة البكالوريوس في النقد والدراما، ثم حصلت على درجة الدكتوراة في النقد والدراما من انجلترا. عاشت (ملحة) غربتها في توجه محدد تسعى من خلاله الى تحقيق النجاح في دراسة (المسرح) .. ومن أجله تحملت التعب، وتحدي الصعاب، ومرارة الغربة عن الوطن الذي لا يفارق خيالها. أصدرت مؤلفات عن المسرح، وكتبت مسرحيات جمعتها في جزئين، ونشرت لها الهيئة المصرية العامة للكتاب الأعمال الكاملة في عدة مجلدات بعنوان : (مؤلفات سيدة المسرح السعودي) وتضم اثنين وثلاثين نصاً مسرحياً، ولها كتاب بعنوان : (أثر البداوة على المسرح في السعودية) وكتاب عن العادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية. | حظيت الدكتورة (ملحة) بالاحتفاء والتكريم من جهات عدة في مصر والمغرب والجزائر وتونس والشارقة وغيرها، وسعدت بهذا التقدير، لكنها كانت في أوج سعادتها وهي تكرم في وطنها وفي منتدى (الاثنينية) استحقاق هذه السيدة السعودية للتكريم في قوله : (لقد قدمت ضيفتنا الكريمة أعمالاً مسرحية نالت تقدير الكثيرين، وأسهمت في اثراء الساحة بمؤلفاتها التي تناولت المسرح كأداة تثقيف وحوار متقدم على مستوى الفرد والجماعة.. كما اهتمت بثقافة الطفل كرافد أساسي في منظومة العمل المسرحي، وقد أعملت مبضعها في جسم المسرح السعودي من خلال كتابين على درجة كبيرة من الأهمية هما : (أثر البداوة على المسرح في السعودية) و(أثر الهوية الإسلامية على المسرح في السعودية).. وأحسب انها وفقت بدرجة كبيرة في اختيار هذين المحورين كنماذج بارزة ادت الى تهميش العمل المسرحي الذي يحتاج نشوءاً وارتقاء الى عامل الاستقرار البيئي قبل أن ينطلق نحو آفاق العطاء المرتقب..). | تحية للدكتورة (ملحة عبدالله مزهر) الأنموذج الباهر في التأليف المسرحي، والتي تؤكد من خلال كفاحها العلمي تفوق المرأة السعودية في كافة المجالات التي قد تصعب على الرجال. | والحقيقة أن الاهتمام بكتابة (النص المسرحي) بدأ مبكراً على يد الشاعر الأديب حسين عبدالله سراج حيث كتب مسرحية (الظالم نفسه) عام 1932ه، ثم الأديب الاستاذ احمد عبدالغفور عطار في مسرحية (الهجرة) عام 1946م، وكتب السيد أمين مدني مسرحية بعنوان (نهاية عبقري) عام 1947م يليه الاستاذ عبدالقدوس الأنصاري في مسرحية (ثرى الحرب) عام 1949م وكتب الناقد الشهير الاستاذ عبدالله عبدالجبار مسرحية بعنوان (العمر سحتوت) عام 1954م، ومن المسرحيات التي اعدت للعرض على خشبة (مسرح قريش) الذي أنشأه الأديب الاستاذ أحمد السباعي عام 1380/1960م (ولم يكتب له الظهور) مسرحية (فتح مكة) للأديب الاستاذ محمد عبدالله مليباري. | والحديث يطول عن نشأة (المسرحية) في الأدب العربي السعودي وتطورها، غير أن (المسرح المُشَاهد) يظل في خطواته الوئيدة لأسباب قد تزول مع مرور الوقت. والله المستعان .