أوصى البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر مكةالمكرمة التاسع الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعنوان (التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية) في الفترة من 2-4 ذي الحجة الجاري ، باعداد خطة استراتيجية للتعريف بالإسلام والدفاع عنه ، وتطوير مؤسسات التعليم والدعوة وتحديث خططها ومناهجها ، وانشاء مراكز متخصصة وكراسي أكاديمية مهمتها الدفاع عن الدين الإسلامي. وبعد مناقشة محاور المؤتمر من خلال البحوث وأوراق العمل التي عرضت في الجلسات توصل المشاركون إلى ما يلي: أولاً: في مجال الجهود المبذولة للتعريف بالإسلام: استعرض المؤتمر الجهود الإسلامية للتعريف بالإسلام وأشاد بالجهود التي بذلتها الحكومات والمنظمات والمراكز والهيئات الإسلامية في هذا الشأن ، وأكد على أن التعريف بالإسلام مهمة تتجه إلى العلماء والجهات الرسمية الممثلة للحكومات الإسلامية وأصحاب الأموال ، ودعا إلى تعاون هذه الجهات في تنفيذ برامج التعريف بالإسلام من خلال خطط علمية مدروسة ، وأوصى بما يلي:- - دعوة الدول الإسلامية بأن تجعل التعريف بالإسلام جزءاً من المهام المرتبطة بعلاقاتها الخارجية مع بلدان العالم. - التركيز في مخاطبة غير المسلمين بمواد إعلامية متنوعة مثل موضوعات الاعجاز التشريعي العلمي والتربوي في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، مع اعداد كتب بلغات العالم في ذلك. - دعم المشروعات الاجتماعية (مثل اغاثة المنكوبين من الكوارث والتكافل الاجتماعي في الإسلام ، وإقامة المشروعات الطبية لعلاج غير القادرين ، ومكافحة البطالة بين المسلمين ، وإنشاء المشروعات التي تسهم في تحويل العاطلين إلى أيد منتجة تسهم في التعريف بمحاسن الإسلام). - جمع المعلومات عن الهيئات والمنظمات والجمعيات العاملة في حقل التعريف بالإسلام في البلاد غير الإسلامية ، واعداد بنك معلومات يجمع عناوينها وطبيعة أعمالها وبرامجها وكيفية التواصل معها. - دعوة مؤسسات الإعلام الإسلامي للتعاون مع الرابطة والمنظمات الإسلامية في انتاج برامج تلفزيونية باللغات العالمية لتعريف غير المسلمين بالإسلام ، وبثها بمختلف الوسائل. - إنشاء قنوات فضائية هدفها التعريف بالإسلام وذلك باللغات العالمية (الانجليزية - الفرنسية - الاسبانية - الصينية) وغيرها. - إنشاء أكاديمية تعليمية لاعداد برامج تدريبية وتعليمية للتعريف بالإسلام لتخريج كفايات متميزة في مجال التعريف بهذا الدين. - عقد مؤتمرات دورة عن التعريف بالإسلام في مختلف مناطق العالم، وتكليف الهيئة العالمية للتعريف بالاسلام بإقامة ملتقيات سنوية حول التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية. - تقويم واقع التعريف بالاسلام ومنجزاته في كل مرحلة ،وفي كل بلد من البلدان التي تنفذ فيه برامجه ، وذلك لسد الثغرات ومعالجة المشكلات التي تواجه مهام التعريف بالإسلام. ثانيا: التحديات والمعوقات التي تواجه التعريف بالإسلام: استعرض المؤتمر التحديات والمعوقات التي تواجه التعريف بالاسلام في البلدان غير الإسلامية ولحظ أن من أبرزها محاولات تشويه الإسلام والافتراء عليه وتشتت المواقف الاسلامية في مواجهة هذا التحدي ، ولمواجهة المعوقات أوصى بما يلي: - التواصل مع الجامعات ومراكز البحث ومؤسسات الحوار خاصة في الغرب المهتمة بالاسلام. - مخاطبة المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والبرلمانات في الغرب لبيان آثار الحملات الاعلامية على الاسلام ومقدساته وشعائره. - مطالبة الدول الاسلامية باستثمار مكانتها وعلاقاتها مع الحكومات الغربية لاستصدار قوانين تمنع الاساءة إلى الاسلام ورموزه في بلدانها ووسائلها الاعلامية ومنتدياتها الثقافية ومتابعة ذلك. - متابعة المساعي لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين في بعض المناهج لدى غير المسلمين، ودعوة المسؤولين فيها لاعتماد مناهج سليمة خالية من تشويه الاسلام واستعداء المسلمين. - اعداد البديل الصحيح لمضامين الكتب المدرسية التي تشوه الاسلام في البلدان غير الإسلامية، وتزويد مؤسسات التعليم في تلك البلدان بمواد ومناهج تعليمية تساعد على تعليم الإسلام بصورته الصحيحة. - الاتفاق في ندوات الحوار مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة على واجب البشرية في تقدير الرسل واحترامهم وما يتصل بذلك من منع الإساءة لرسالات الله وخاتمتها رسالة الاسلام . - العناية بالخطاب الاسلامي الخاص بالتعريف بالإسلام ، والعمل على تنويعه وتنويع أدوات الوصول به إلى متلقيه ، تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يراعي في خطابه تباين المخاطبين وواقعهم الثقافي والاجتماعي. ثالثا: المستقبل المأمول للتعريف بالاسلام: - استعرض المؤتمر البحوث وأوراق العمل المعدة لهذا المحور، وبعد مناقشتها أوصى بما يلي : - اعداد خطة استراتيجية للتعريف بالاسلام والدفاع عنه ، قائمة على العمل المؤسسي والتكامل والتنسيق بين الجهات العاملة في هذا المجال ، بحيث تقوم الخطة على أسس تراعي القضايا التي يثيرها أعداء الاسلام ومن هذه الأسس: - التأكيد على وفاء الشريعة الاسلامية بحاجات الأمم ومصالح الشعوب، وأنها تقدم الحلول العادلة لكل ما يواجه البشرية من مشكلات ، وأن الاسلام نظام كامل للحياة يقوم على أسس تضمن حق الحرية والاخاء والأمن والسلام في العالم. - تطوير مؤسسات التعليم والدعوة و تحديث خططها ، ومناهجها وفق ما تتطلبه أعمال التعريف بالاسلام في هذا العصر. - التأكيد على موقف الاسلام من مخالفيه في العقيدة والدين وأنه يقوم على العدل معهم ويضمن حقوقهم وحرياتهم ، والعمل على دحض فرية استحلال الاسلام دماءهم وأموالهم ، وأن الأصل في العلاقة معهم هو السلم والأمان (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). - التأكيد على حق المواطنة الكاملة للمواطنين غير المسلمين في البلدان الاسلامية، وأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. - التأكيد على أن الاسلام يحث على التعاون على البر والتقوى وتحقيق الأمن والسلام ونصرة المظلوم ورد الحقوق لأصحابها. - التنبيه إلى أهمية استيفاء الصفة القانونية والنظامية للهيئات والمنظمات المتخصصة في مجال التعريف بالإسلام والنصرة له. - التأكيد على أهمية حسن التعامل مع غير المسلمين لما له من علاقة وثيقة بالمهمة الكبرى التي شرف الله بها هذه الأمة، حين أخرجها إلى الناس آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر داعية إلى صراط الله المستقيم. - أهمية الالمام بثقافة الآخر لأن مناهج الدعوة وأساليب التعريف بالاسلام والدعوة إليه ، تختلف من مكان لآخر ومن بيئة لأخرى ومن زمان لآخر. - ابتكار وسائل متجددة للتعريف بالاسلام عبر مواقع الانترنت والفضائيات واقامة، المعارض الدائمة والمتنقلة للوصول إلى الناس في أماكنهم. - عقد لقاءات متخصصة للتعريف بالاسلام بالتعاون مع هيئات أكاديمية معتبرة، يشترك فيها الدبلوماسيون والاعلاميون ورجال الأعمال. - تنشيط وظفية المساجد في الدول غير المسلمة والقيام بمناشط تنسجم مع طبيعة المسجد وامكاناته وهدفه المنشود، واستهداف فئات خاصة بتلك المناشط مثل السجناء وتلاميذ المدارس والشرطة والفقراء والمشردين وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة. - تكوين لجنة استشارية من المختصين في القوانين والأنظمة العربية تعمل في ظل رابطة العالم الإسلامي مهمتها المتابعة القانونية للإساءات للإسلام والمسلمين ، والتعرف على الوسائل القانونية للتعامل معها ومنعها. - إنشاء مراكز متخصصة وكراسي علمية أكاديمية مهمتها الدفاع عن الدين الإسلامي وشرح المبادئ الإنسانية التي جاءت بها رسالته رحمةً للناس جميعاً. - إنشاء جائزة عالمية سنوية تعطي لاحدى الهيئات والمنظمات المهتمة بالتعريف بالإسلام ، لقاء جهودها المتميزة لاذكاء روح المنافسة والابتكار بين الهيئات والمنظمات.