انتشرت ظاهرة العلاج بالرقية في المجتمع انتشاراً ملحوظاً ، وكان بعض من يزاولها غير كفء لها مما أدى إلى حصول اخطاء شرعية وتلبّس بعض الدجالين والمشعوذين بلباس الرقية ، لذا فإن هذه الكتابة محاولة لوضع ضوابط وملاحظات في هذا الموضوع المهم وذلك من خلال أربع وقفات أذكرها تباعاً. أولاً: الرقية ليست مختصة بأشخاص معينين وليس لها طريقة معقدة تستدعي دراسة خاصة أو خبرة معينة ، بل هي نوع من الدعاء لأي شخص أن يستعملها كما أن يدعو الله تعالى. اذا كان يعرف ضوابط الرقية الشرعية. ثانياً: للرقية ضوابط شرعية ذكرها أهل العلم وهذه ابرزها: 1- ان تكون بعبارات واضحة ومعنى مفهوم. 2- ان لا يكون فيها شرك بالله واستعانة بغيره. عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك). 3- ان لا تكون بهيئة محرمة ، كأن يتقصد بالرقية وقت الجنابة أو في مقبرة أو حمام. 4- ان لا تشتمل الرقية على سب أو لعن أو غيرها من الالفاظ المحرمة. 5 - ان لا يعتقد ان الرقية تأثر بذاتها. ثالثاً: هناك أمور منكرة واخطاء تحدث بكثرة لدى المتفرغين للرقية لابد من التنبيه عليها ومنعها ، كما ان بعضها يدل على ان فاعلها قد يكون من أهل الشعوذة ، ومن ابرزها ما يلي: 1- الرقية عبر مكبرات الصوت ، وعبر الهاتف ، وعلى مجموعة من الناس ، جاء في فتوى للجنة الدائمة للافتاء (الرقية لابد ان تكون على المريض مباشرة ولا تكون بمكبرات الصوت ولا بواسطة الهاتف ، لان ذلك يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واصحابه رضي الله عنهم واتباعهم بإحسان في الرقية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). 2 - مس المرأة. إذ لا يجوز للراقي ان يمس شيئاً من بدن المرأة إلا من تحل له في الشرع. قالت اللجنة الدائمة للافتاء (لا يجوز للراقي ان يمس بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة ، وانما يقرأ عليها بدون مس). 3 - جعل الرقية وسيلة تشخيصية فالرقية جعلها الله سببا من اسباب الشفاء ، وسواء عرف المرض أولاً ، ولم يجعلها الله وسيلة لمعرفة سبب المرض هل هو عين أو سحر أو غير ذلك. وقد يمكن ان يظهر للراقي شيء من ذلك لكن الجزم به غير ظاهر. 4 - الخلوة بالمرأة فلا يجوز للراقي ولا لغيره ان يخلو بامرأة اجنبية عنه ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يخلو رجل بامرأة إلا معها محرم).