في مشهد محزن ومؤثر لفت انتباهي ذلك التجمع الذي رأيته عند بوابة احدى المستشفيات عند ذهابي لزيارة أحد الاصدقاء واذ بي اشاهد فتاة تقوم بشتم امها امام أعين الملأ والأم المسكينة تقول باكية هداك الله يا ابنتي بعد ذلك انصرفت هي وابنتها.، فلتعلم هذه الفتاة العاقة ان الحياة أخذ وعطاء، سلف ودين فما يقدمه المرء اليوم يجده غداً لأن الجزاء من جنس العمل فقد جاء ذكر الوالدين في محكم تنزيله حيث قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين احساناً إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) مما يدل على عظم مكانتهما ومسؤولية احترامهما وما لهما من حقوق وواجبات، فهل هذا جزاء الأم التي تعبت وسهرت وذاقت الأمرين. حقاً انها مصيبة كبيرة نعيشها في زمن تلاشت فيه كل مبادىء الرحمة والرأفة في قلوب الابناء ولم يعد هناك شيء اسمه احترام الوالدين وتقديرهما. ولم يأخذوا في الحسبان انهما سبب في وجودهم وتنكروا لكل ما نص به ديننا الإسلامي تجاه الأبوين. فهذا رجل جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال عليه الصلاة والسلام : (أمك. قال : ثم من؟ قال : أمك. قال : ثم من؟ قال : أمك. قال : ثم من؟ قال : أبوك) فمن رضي عنه والداه فقد رضي عنه الله ووجد السعادة والرضا في الدنيا والآخرة.