تابعت لقاءً تلفزيونياً مع رجل الأعمال السعودي عبدالمحسن الحكير وقد كان لقاءً مثيراً للغاية تحدث فيه عن المعاناة التي يواجهها رجال الأعمال في المملكة.. والحقيقة اذا كان كل ما قاله صحيحاً فإن الاستثمار في بلادنا لن يكون مشجعاً وقارن بين التعقيدات الاجرائية الموجودة لدينا والتسهيلات التي تمنحها دول أخرى وكان البون شاسعاً وأورد ادلة واقعية على ذلك . لقد كان يتحدث بمرارة ومعه كل الحق فلماذا هذه الاجراءات المعقدة؟ ولماذا هذا التخبط التخطيطي في تنفيذ المشاريع؟ ولماذا لا توضع التسهيلات لتسهيل الاجراءات امامهم لكي ينفذوا مشاريعهم بكل سهولة ويسر واستقرار وامان نفسي؟. الحكير لم يشتكِ من تفهم المسئول.. ولكنه اشتكى من صغار الموظفين الذين يتفننون في وضع العراقيل امامهم حد (التطفيش) لقد أصبح من المفترض التحقيق في مسببات انتقال اي مشروع انتقل من الداخل الى خارج المملكة.. ومعرفة المتسبب ومحاسبته لأنه حرم البلاد من مصدر من مصادر الدخل وعطل مشروعاً من المشروعات التنموية التي نحن اولى وأحق بها أو كما يقال (جحا أولى بلحم ثوره) لقد ذكر لي أحد الأصدقاء من رجال الأعمال انه حينما اراد اقامة مشروع استثماري في احدى الدول استقبل في احد مطارات تلك الدولة من (محافظ العاصمة) الذي رحب به واحتفى به وانهى اجراءات تنفيذ مشروعه في خلال أربع وعشرين ساعة!! هذا هو العقل العصري المتطور الذي يعمل من خلاله على تطوير الشعوب وتقدمها. اما من لايزال يعيش بعقلية العصر الحجري فلا يمكن إلا أن يقود بلاده الى التخلف والتأخر عن بقية الركب. من العيب والعيب جداً أن تتسبب التعقيدات والعراقيل الموضوعة أمام رجال الأعمال من تنفيذ مشاريعهم على أرض وطنهم ومن أجل اخوانهم المواطنين والمقيمين. ومن العيب أيضاً عدم اكتشاف المتسببين ومحاسبتهم بكل صرامة .. فهذا ليس فكر وتوجه القيادة لدينا وانما تصرفات فردية يجب أن يحاسب مرتكبوها.. وبالمناسبة لابد من تجديد للأنظمة واللوائح التي قال عنها (الحكير) إن لها ما يزيد عن أربعين عاماً ولم تتغير. فالعالم يتغير ولابد أن نتغير معه بما لا يتعارض مع ديننا وقيمنا والا سنصبح في مؤخرة الركب (لا قدر الله). آخر السطور: عندما نفكر في الغايات يجب أن لا نتجاهل الوسائل