ركزت القمة الرباعية التي اختتمت في العاصمة السورية أول أمس على قضايا عدة أهمها الاستقرار في المنطقة والمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. وجمعت القمة إلى جانب الرئيس السوري كلا من الرئيس الفرنسي وأمير قطر ورئيس الوزراء التركي. وحاولت القمة إعطاء دفع للمفاوضات بين سوريا وإسرائيل، كما تناولت الملف الإيراني النووي “الخطر” والأوضاع “الهشة” في لبنان و”المتفجرة” في العراق وأكدت ضرورة حل هذه الأزمات. واختتمت القمة بمؤتمر صحفي شارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترأس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي تقوم بلاده بالوساطة في المفاوضات غير المباشرة. وبدا الارتياح واضحا لما بحث في جلسة القمة التي عقدت تحت شعار “حوار من أجل الاستقرار”. وأشار إلى أن ما تمت مناقشته سيكون محور عمل في الأيام المقبلة. وأوضح أن القمة أرست دعائم عمل مشترك لهذه المجموعة (سوريا وقطر وتركيا وفرنسا)، في إطار أجندة عمل خاصة بالأقطاب الذين حضروا القمة. وأعلن أردوغان أن جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل ستعقد يومي 18 و19 سبتمبر في تركيا، بعد أن تأجلت هذه الجولة التي كانت مقررة في السابع من سبتمبر في إسطنبول بسبب الوضع الداخلي في إسرائيل. وأكد الأسد أن ساركوزي سيلعب “دورا أساسيا في المفاوضات المباشرة” بين سوريا وإسرائيل، مشددا على أهمية دور تركيا. وقال “نبحث عن صيغة ورقة مبادئ عامة لعملية السلام تكون أساسا للمفاوضات المباشرة”، لكنه أوضح أن الانتقال إلى التفاوض المباشر يتم “بعد قيام إدارة أميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام”. وكشف الأسد أن جولة من المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل تأجلت بسبب استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين. وشدد على التنسيق مع الرئيسين الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشال سليمان في مجال التفاوض. وأكد الرئيس السوري أن لبنان سينضم إلى المفاوضات مع إسرائيل عندما تنتقل إلى مرحلتها المباشرة. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني حذر ساركوزي من “ضربة” توجهها إسرائيل إلى إيران وتؤدي إلى “كارثة”، واعتبر أن إيران “تجازف كثيرا” بسعيها لامتلاك السلاح النووي لافتا إلى “أن بوسع سوريا أن تلعب دورا مهما لإقناع” إيران. وقال إن الولاياتالمتحدة تدرك ما وصفه بالدور الكبير الذي تقوم به دمشق في هذا الإطار. كما حذر الأسد من خطورة محاولة حل الخلاف حول هذا الملف خارج الحوار وقال “لا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج حل غير سلمي لأنه سيكون كارثة”. ورفض أمير قطر زج الدول الخليجية في الصراع مع إيران، ونفى أن يكون لدول التعاون خلاف مع طهران باستثناء الخلاف الإماراتي الإيراني على الجزر الثلاث. وقال “نحاول أن نتجنب أي خلاف أو صراع بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي”، مؤكدا أن بلاده تعمل على “تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة”. وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تؤيد إحالة الخلاف الإماراتي الإيراني بشأن الجزر الثلاث إلى محكمة العدل الدولية للبت فيه. وكان أمير قطر قد وافق في كلمته أمام القمة على دعوة الأسد بخصوص السودان وتأجيل المحكمة الدولية لمدة عام لإعطاء مهلة. وحول الملف اللبناني اعتبر الرئيس السوري أن الوضع “ما زال هشا” وأن الاستقرار لن يتحقق دون القضاء على “مشكلة التطرف والقوى السلفية في شمال لبنان”.من ناحيته أكد ساركوزي أن ما قام به الأسد فى لبنان “كان له دور مهم فى إعادة الاستقرار إلى لبنان”، في إشارة إلى تسهيل سوريا انتخاب رئيس والتزامها إقامة علاقات دبلوماسية.وحذر الرئيس السوري من الوضع المتفجر في العراق داعيا إلى توسيع التعاون بين دول الجوار لدعم العملية السياسية.