سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إشعال نيران الغيرة عبر الشاشات إطلالتهن كارثة على الزوجات
(س.أ):الخلاف في انتقاء القنوات يجعلني أغادر الغرفة!
در غالب: سلاح ذو حدين وضياع للغة الحوار بين الزوجين
بدأ ظهور القنوات الفضائية وتعدد برامجها وماتحمله من ايجابيات وسلبيات ليؤثر في الآونة الأخيرة بشكل مباشر على العلاقات الأسرية، ممايزيد الشقة بين الأزواج والزوجات والتي قد تتطور إلى خلافات تصل في بعض الأحيان إلى نهاية العلاقة الزوجية. فقد تشعر زوجة مدمن التلفزيون بالفراغ والوحشة والملل إلى حين فراغه من البرامج التي يفضلها، وقد يثير بداخلها الغيرة عند تعليقه على إحدى المشاهد بالتلفزيون، وأيضاً من الجانب الآخر قد تتملكه الغيرة حينما يشعر بأن التلفزيون صار جليس زوجته الوحيد، مما يشعل نيران الغضب والخلافات بينهما أمام الأطفال، لتبدأ أهم أعمدة في البيت في التهاوي وتشرع أبواب الضياع أمام هذه الأسرة.حاولت الندوة من خلال إفادات عدد من الأزواج والزوجات تسليط الضوء على هذه القضية فكانت محصلة الاستطلاع مايأتي: الخلاف في انتقاء القنوات في البداية قال (س.أ) تعودت عند عودتي للمنزل بعد عناء يوم طويل من العمل أن آخذ قسطاً من الراحة ومن ثم اتابع القنوات الفضائية إلى جانب زوجتي وأطفالي، لأن معظم الوقت أقضيةهفي العمل خارج المنزل بعيداً عنهم، إلا أننا كثيراً ما نختلف في انتقاء القنوات الفضائية فأنا أفضل قنوات الأخبار، بينما هي تفضل قنوات الأفلام والمسلسلات، حينها يحتد النقاش بيننا، فاضطر لمغادرة الغرفة. سبب الفجوة النفسية بينما تقول (أم فارس) لاشك في أن التلفزيون أصبح عاملاً أساسياً في توسيع الفجوة النفسية بين الزوجين، وبعد تعدد القنوات الفضائية، أصبح لكل من الزوجين عالمه الذي يبعده عن الآخر حتى بات الغياب سمة طبيعية بينهما، وقالت كنت لا احتمل غياب زوجي عن البيت، ولكن بعد وجود القنوات الفضائية المختلفة صار الأمر طبيعياً بالنسبة لي، ولكن انشغالي بمتابعة مسلسل أو برنامج لساعات طويلة أوجد فجوة كبيرة بيننا. برامج لا أطيق مشاهدتها في المقابل تقول (أم سامر) التلفزيون جعل زوجي ينشغل عنا بمتابعة الأخبار والبرامج الرياضية وخاصة كرة القدم، فأصبحت بين خيارين لا ثالث لهما، إما متابعة ذات البرامج والتي لا أطيق مشاهدتها، أو الانشغال بترتيب أمور البيت، وفي تقديري أن القنوات الفضائية صارت آفة العصر التي دخلت إلى عالمنا الخاص دون استئذان ومن أوسع الأبواب، مضيفة أن الغيرة أحياناً تتملكها حينما يشاهد زوجها بعض المسلسلات ويعلق على جمال الممثلات، وأحاول أن أثنيه عن ذلك ولكن دون فائدة. وتقول (ع.ع) إن التلفزيون يتسبب في قطع حبال التواصل بين الأزواج ويعكر أحياناً صفو العلاقة الزوجية بينهما فالزوجة تقلقها الساعات الطويلة التي يقضيها الزوج أمام التلفزيون، مما يشعرها بأن التلفزيون وبرامجه أفضل منها، الأمر الذي يؤكد أن معظم المشاكل الزوجية سببها التلفزيون والاختلاف بين الزوجين في اختيار القنوات التي يفضلها كل منهما، لذا قررنا أن نعتدل في مشاهدة التلفزيون دون أن نصل إلى مرحلة الخلاف بيننا. بينما يعلق در غالب أحمد أن التلفزيون يعتبر أحد الأسباب المهمة في زرع الخلافات وتوسيع الشقة بين الزوجين، فما يقدمه التلفزيون من مشاهد جاذبة للزوج أو الزوجة يسبب بلا شك الاحباط والاكتئاب للآخر، خاصة إذا علق الزوج على من يراها أمامه في الشاشة، فالزوجة في هذه الحالة تأخذها الغيرة الشديدة وتشعر بالتجاهل، كما أن الزوج من الجانب الآخر قد يغادر البيت لساعات، فالتلفزيون قد يتسبب في ضياع لغة الحوار الحقيقية والتي تسهم بلا شك في بناء الحياة الزوجية السليمة، لذا فالتلفزيون سلاح ذو حدين ولابد من الحذر منه.