الاختيار الحكيم من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع؛ رؤية ثاقبة وموفقة، فصاحب السمو الأمير سلمان - وفقه الله - تفرد بخصائص ومزايا تجعله قادراً على القيام بأعباء هذه الأمانة العظيمة بكل كفاءة واقتدار بحول الله وقوته؛ فشخصية سموه الكريم كما يعرفها جميع أبناء هذا الوطن شخصية وطنية وعربية وإسلامية قدمت الكثير لخدمة الدين والأمة والوطن، وتفرد بخصال وسجايا عظيمة أسهمت في حنكته وفكره وطريقة عمله، وكلنا نعرف سمو الأمير سلمان الحاكم الإداري المحنك الذي قاد مدينة الرياض من بلدة صغيرة إلى مصاف كبريات عواصم العالم؛ ليس في مبانيها وطرقها فحسب، بل قادها لتكون مدينة عصرية في كافة المجالات، وإذا تحدثنا مع كبار السن عن ذلك يلخصون الأمر بأن سمو الأمير سلمان هو من يقف وراء تلك الإنجازات - بعد توفيق الله تعالى-. كما تميز سموه باطلاعه الواسع على التاريخ القديم والحديث واستيعابه لأدق أحداثه وتفاصيله، وعندما تستمع له في أحد مجالسه وهو يسرد بعض المواقف التاريخية تجزم أنك أمام شخصية عظيمة، جمع سموه بين حب الناس له وهيبتهم منه، وعندما تقّلب نظرك في جوانب من مواقف سموه الإنسانية والخيرية فإنك ستتوقف طويلاً أمام هذا الجانب لهذه الشخصية المعاصرة، فالأمير سلمان يعتبر رمزاً للعمل الخيري السعودي في الداخل والخارج؛ فقد أنشأ سموه جمعية البر بالرياض عام 1374ه، ورأس العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية المتنوعة داخل المملكة وخارجها؛ حيث رأس سموه رعاه الله في عام 1956م الدعم المقدم من المملكة لمصر بعد العدوان الثلاثي على السويس، كما كان له حضوره البارز في رئاسة اللجان الشعبية لدعم فلسطين والجزائر وأفغانستان والبوسنة والهرسك واليمن وغيرها. ونحن العاملون في القطاع الخيري نستلهم نظرته وآراءه وأعماله ومواقفه، فسموه الكريم نعم القدوة والنموذج لكل راغب في الخير والإحسان؛ حيث يتبع رعاه الله أوامر الإسلام في حب الخير والحرص على الإحسان ونفع الآخرين، وكم من مرة اجتمعنا بسموه الكريم في مناسبات خيرية متعددة؛ فكان المبادر بالإحسان والتبرع والحث على تلمس حاجات الناس والوقوف معهم، وسموه الكريم يقدم بذلك دروساً عملية لكل موسر في بسط الوجه وسماحة النفس وبذل اليد مع كل محتاج. والكلام عن سيرة سمو الأمير سلمان ومآثره العطرة يطول، ولكن حسبي أن هذه الكلمات تعبر عن بعض ما في النفس لسموه الكريم، فله منا الدعاء والولاء، ونسأل الله له الإعانة والتوفيق في مسؤولياته الجسام عضداً صالحاً وكريماً وموفقاً لخادم الحرمين الشريفين وفقهم الله ورعاهم. الأمين العام - إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي