عندما تكتب أو تتحدث عن شخصية كشخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فلن تستطيع في كلمات موجزة أن تتناول جانباً واحداً من جوانب شخصيته، فالأمير سلمان حاكم، سياسي، قائد محنك، رجل الجود والخير والعطاء، والأمير سلمان المؤرخ، والأمير سلمان الإنسان. فكل جانب من جوانب شخصية سموه الكريم وأعماله ومهامه وأحاديثه ومواقفه الرائدة ومآثره الجميلة يمكن لك أن تتوقف عندها طويلاً وتكتب عنها مجلدات، وليس كلمات عابرة، ويصدق في سموه قول الشاعر: هو البحر من كل النواحي أتيته فلجته المعروف والدر ساحله ولعلي هنا أشير إلى جانب واحد فقط في صفات سموه وآدابه التي يقل وجودها في زمننا الحاضر؛ إلا وهي صفة الوفاء، فسموه الكريم جُبل على الوفاء، بل هو مدرسة للأوفياء، وقصة تحكى للأجيال جيلاً بعد جيل في الوفاء، فمواقف سموه في الوفاء كثيرة وكبيرة لا يقدر عليها إلا سلمان بن عبدالعزيز، فكلنا يعرف وفاءه لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله إبان فترة علاجه في السنوات الأخيرة من حياته، وهذا سموه الكريم يعود إلى أرض الوطن بعد رحلة وفاء امتدت لأكثر من عام رافق خلالها أخاه سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز رعاه الله بعد شفائه التام من مرضه. فسمو الأمير سلمان يقدم أنموذجاً لكل أخ في الوفاء مع أخيه، ودروساً في تعامل المحكوم مع حاكمه، ناهيك عن مواقف الوفاء وقصصه الكثيرة التي عُرف بها سموه الكريم، فتطالعنا وسائل الإعلام كل يوم بأخبار عن مواقف لسموه في هذا الجانب، فتارة سموه يهنئ هذا، وتارة يواسي ذاك، وتارة يعزي في وفاة قريب، ومرة يزور مريضاً، وتارة يبارك في مناسبة زواج، أو حصول مناسبة سعيدة. لم تشغله مهامه الجسام وأعماله الكثيرة عن قربه من الناس ومعايشته لهم، وكل هذا يجمعه خلق الوفاء الذي عُرف عنه رعاه الله. وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجساد إن سلمان بن عبدالعزيز قدوة عملية تحتذى في الوفاء، وصورة واقعية في حسن المعاملة، ومواقفه الجميلة في هذا الجانب يحلو تناولها في المجالس، فهو رمز الوفاء وقمة الشهامة والمرواءات، والحديث عن سموه يطول ليس في هذا المجال فحسب، بل في كل المجالات ويصعب ذكرها في هذا الإيجاز؛ لكون سموه رعاه الله تفرد بمزايا عظيمة ينبغي أن نقف عندها، ويستفاد منها، ولكن حسبي أنني حاولت الإشارة إلى جانب مهم يحتاجه الجميع في زمننا المعاصر، فهنيئاً لنا بسلمان الوفاء والعطاء الذي لا يعرف الحدود، وهنيئاً له كل هذا الحب الجارف الذي يملأ قلوب كل مواطني مملكتنا الغالية. * الأستاذ المشارك بجامعة الإمام