كشف المؤتمر السنوي العلمي الحادي والعشرين (التحديات في صحة المرأة) والذي اختتم في جدة ونظمته الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة بالتعاون مع المنظمة الآسيوية لطب النساء والتوليد عن ارتفاع في معدلات الإصابة بالعقم في العالم، وخصّ منطقة الخليج العربي بالنسب الأعلى. مبيناً أن ظاهرة العقم يعاني منها ما بين 60 – 80 مليون شخص في العالم. واطلع 400 خبير ومشارك من أنحاء العالم على نتائج ورقة بحثية طرحها البروفسور حسن جمال، رئيس مجلس الإدارة للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة ورئيس المؤتمر خلال المؤتمر وبيّن فيها أن العقم مشكلة يتشاركها الأزواج في الغالب، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 35% من حالات العقم مصدرها الرجال، و50% من الحالات مصدرها النساء. فيما تبقى نسبة 10% من الحالات غير معلومة الأسباب. وتظل نسبة 5% من إجمالي الحالات تعود لأسباب غير مألوفة. وألمح البروفسور حسن جمال من خلال وقة عمل قدمها في المؤتمر إلى أن العقم لدى النساء يتراوح بين نوعين، الأول يصيبهن في بداية الحياة الزوجية، والآخر يحدث في اعقاب إجهاض أو حمل خارج الرحم. وتطرق إلى عقم الرجال وأشار إلى أن ضعف أو غياب الحيوانات المنوية يعد من الأسباب الرئيسية في العقم لدى الرجال. وينتج في الغالب عن انسداد في الوعاء الناقل للحيوانات المنوية من الخصية إلى الخارج، منوهاً بأن أساليب الفحص الحديثة باتت قادرة على اكتشاف وجود مثل هذه الأسباب وعلاج الانسداد بالمنظار. لكن العقم لدى الرجال قد ينتج أيضاً عن فشل أولي أو ثانوي بالخصيتين، أو عدم القدرة على الجماع نتيجة إصابة بالحبل الظهري أو لأسباب نفسية. وأشار البروفسور حسن جمال إلى أن ثمة فحوصات لاغنى عنها لتشخص القدرة الجنسية لدى الرجال أهمها تحليل السائل المنوي للوقوف على معلومات جوهرية عن حيوية الحيامن، وفحص كيس الصفن بالموجات فوق الصوتية لاستكشاف حالة الخصية والبربخ والحبل المنوي وما إذا كانت هناك دوالٍ أم لا. وقد يتزامن مع ذلك إجراء فحص بالموجات الصوتية لتشخيص البروستاتا والحويصلات المنوية. إضافة إلى تحليل الهرمونات، وإجراء أشعة بالصبغة على الحبل المنوي. وقد تؤخذ عينة من الخصية في حالة عدم وجود حيوانات منوية في العينة. أما الفحوصات الواجب إجراؤها للمرأة، فتشمل على حد ما أشار البروفسور جمال تقييم وظائف المبيضين من خلال فحص الهرمونات في الدم. وفحص نتائج تأثير الهرمونات المعنية في الأعضاء التناسلية من خلال قياس درجة حرارة الجسم، وأخذ عينة من باطن الرحم، وإجراء مسحة خلوية من المهبل، ومتابعة حجم ونمو البويضة في المبيضين بالأشعة فوق الصوتية، ورؤية مكان خروج البويضة من المبيض بعد التبويض بالمنظار البطني، تنظير تجويف البطن ورؤية الأعضاء التناسلية الأنثوية الداخلية. من ناحية أخرى يشمل التقييم البوقين أو الأنابيب والرحم بحقن مادة ملونة في الرحم والأنابيب من الداخل تحت الأشعة السينية، وحقن مادة ملونة في الرحم والأنابيب تحت التنظير لتجويف البطن، وتنظير البوقين، وتنظير الرحم. كما يجب تقييم عنق الرحم بفحص المخاط العنقي وعنق الرحم في منتصف الدورة ودراسته تحت المجهر وأخذ عينة من المخاط العنقي بعد ساعات قليلة من الجماع لدراسة حيوية ونشاط النطف في افرازات عنق الرحم تحت المجهر. ويمكن فحص مضادات الأجسام عند الذكر والأنثى. وأخيراً تطرقت الورقة البحثية إلى آفاق العلاج، حيث أشارت إلى أن العلاج قد يكون دوائياً، بتناول منشطات التبويض لتنشيط وظيفة المبيض، حقن الهرمونات النخامية، أو جراحياً لإزالة انسدادات قناتي فالوب بالقسطرة، وتحرير التصاقات الرحمن بالمنظار. وقد يتم اللجوء إلى تثقيب المبيض في حالات تكيسه. فإذا فشلت هذه الطرق فقد يلجأ إلى وسائل الإخصاب المساعدة، كالتلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب بأنواعها.