أعلنت المملكة أمس ومن منطلق رئاستها للدورة الحالية لمجلس التعاون أن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري. هذه الخطوة الشجاعة تؤكد أن دول مجلس التعاون تتحمل مسؤولياتها تماماً تجاه ما يدور في سوريا من قتل وقمع وعنف ضحيته الأولى والأخيرة المواطن السوري .. حيث تجاوز القمع حدوده وأصبح الصمت على هذه الجرائم اليومية في حد ذاته جريمة وجاءت هذه الخطوة من دول المجلس لتنضم إلى خطوة سابقة تمثلت في سحب المراقبين من بعثة المراقبة العربية .. ومن قبل وجهت المملكة ودول المجلس من النصائح ما يكفي للقيادة السورية للتجاوب مع تطلعات وآمال الشعب السوري .. ولكن تلك النصائح لم تجد أذناً صاغية وتطورت الأوضاع في اتجاه أصبح من الصعب السكوت عليه .. فتحركت الجامعة العربية ووضعت مبادرتها ولكن الأسد لم يكن مخلصاً في التجاوب مع المبادرة العربية. وإذا كان موقف مجلس الأمن محبطاً ومخيباً للامال الا أنه من الخطأ أن ترى فيه القيادة السورية دعماً لها .. فقوة سوريا ينبغي أن تكون بأشقائها في الأمة العربية والأمة اتخذت موقفها وجاء موقف دول التعاون بالأمس بسحب السفراء من سوريا والطلب من سفراء سوريا المغادرة كأقوى الخطوات والرسائل إلى الأسد أن حل الأزمة السورية في التجاوب والعمل بالمبادرة العربية والا سيواجه عزلة كاملة وخطوات لاحقة تنصف هذا الشعب المظلوم.