قررت السلطات السورية تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه بمدينة حمص، بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي بذلك. وذكرت وكالة سانا الرسمية السورية أن محافظ حمص غسان عبدالعال أصدر قرارا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وجمع الأدلة والتحقيق في ظروف وملابسات الهجوم الذي استهدف فريقا إعلاميا كان يقوم بجولة ميدانية في حمص، وأدى إلى مقتل جاكييه وثمانية مواطنين سوريين. وأوضحت الوكالة أن اللجنة تضم في عضويتها قاضيا ورئيس فرع الأمن الجنائي بمدينة حمص وخبيري أسلحة وذخيرة، إضافة إلى مندوب عن القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي التي كان جاكييه يعمل بها. وكان القادة الغربيون وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طالبوا (بكشف الحقيقة كاملة) حول ظروف مقتل الصحفي. ودعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السلطات السورية لإجراء تحقيق عاجل في ظروف مقتله. وكان جاكييه (43 عاما) ضمن مجموعة صحفيين يجري تحقيقا في مدينة حمص التي تشكل معقلا للحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري. وقالت شبكة فرنسا التلفزيونية إن مهمته في سوريا كانت بترخيص من السلطات. واتهم التلفزيون السوري ما وصفها بمجموعة إرهابية أطلقت قذائف على صحفيين أجانب، في حين اتهم ناشطون حقوقيون في حمص نظام بشار الأسد بقتل الصحفي الفرنسي. وقال مجلس الثورة في مدينة حمص إنه (لا أحد غير جيش النظام يمتلك سلاح الهاون)، ووضع المجلس هذا الاعتداء في سياق (ألاعيب النظام السوري باستهداف بعض مؤيديه لتأكيد روايته المزعومة عن وجود إرهابيين). ومن جهتها استبعدت الصحفية الفرنسية ومنتجة الأفلام الوثائقية مانون لوازو أن يكون جاكييه قد قتل على يد الجيش السوري الحر. وذكرت في مقابلة سابقة مع الجزيرة أن الجيش السوري الحر كان يقوم بحمايتها هي وصحفيين آخرين عندما دخلوا سرا إلى سوريا في وقت سابق.