باريس، لندن - «الحياة»، أ ف ب - أكدت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ان مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في 11 الشهر الجاري في حمص وسط سورية ناجم عن خطأ ارتكبه «الجيش السوري الحر»، وذكرت ان «الجامعة العربية تعلم ان هناك خطأ ارتكبه الجيش السوري الحر»، إلا ان ممثلية هذا التشكيل العسكري السوري المنشق في باريس نفت صحة هذه المعلومات. ونقلت «لوفيغارو» مساء الجمعة عن معارض سوري كبير في فرنسا لم تكشف هويته «انه خطأ كبير من جانب المعارضين». وأوضحت ان المعارض السوري تلقى معلومات بهذا الشأن من مسؤول حقوق إنسان في المدينة، بعد ساعات من قصف بقذائف هاون استهدف مسيرة مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد، وقتل فيها ثمانية سوريين إلى جانب الصحافي الفرنسي جاكييه، وهو صحافي يعمل للقناة الفرنسية الثانية، كان يزور مدينة حمص برفقة صحافيين بلجيكيين وسويسريين ولبنانيين. ونقل المعارض السوري ما تلقاه من معلومات إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وبحسب «لو فيغارو» فإن ديبلوماسياً من الخارجية الفرنسية أبلغها بأن باريس طلبت مساعدة مراقبي الجامعة في حمص وإجراء تحقيق في الأمر. ونسبت الصحيفة الفرنسية إلى متحدّث من الجامعة العربية قوله: «بتنا نعرف الآن أن القصف خطأ ارتكبه عناصر من الجيش السوري الحر، رداً على استفزازات الشبيحة لهم في المنطقة، لإعطائهم درساً، وان قذائف الهاون الأربع قد جاءت من حي باب السباع الذي يسيطر عليه مسلحو الجيش الحر وهو الحي المجاور لحي النزهة العلوي» الذي استهدفه القصف. وأعلنت ممثلية «الجيش السوري الحر» في باريس رداً على سؤال حول هذه الاتهامات «نفيها القاطع» لمعلومات صحيفة «لوفيغارو»، مجددة اتهام النظام السوري بالوقوف وراء مقتل الصحافي الفرنسي. وتابعت الممثلية ان «جيش النظام السوري هو الذي ارتكب هذه الجريمة لأن جيشه فقط يملك قنابل»، مضيفة ان «الأسلحة الوحيدة التي يملكها الجيش السوري الحر لتوفير الحماية للمدنيين هي أسلحة خفيفة مثل بنادق كلاشنيكوف وقذائف آر بي جي». وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو رداً على سؤال حول هذه المعلومات ان «تحقيقاً فتح من جانب القضاء الفرنسي». وقال «نأمل كشف الحقيقة كاملة بأسرع وقت ممكن حول ملابسات هذه المأساة وبأن يتم تحديد المسؤوليات». وجرت مراسم تشييع جيل جاكييه الذي كان يعمل لحساب القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، الجمعة في منطقة برنكس، شرق فرنسا. يذكر انه فور مقتل جاكييه سارعت المعارضة السورية الى اتهام السلطات السورية بالمسؤولية عن الحادث، واتهم «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض «السلطات» بالمسؤولية وطالب «بفتح تحقيق في الحادث»، فيما اعتبر صحافي سويسري كان موجوداً في الموكب نفسه لدى وقوع الحادث في حمص ان مقتل جيل جاكييه «جريمة دولة». كما ندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «بشدة بهذه الفعلة الشنيعة»، مطالباً السلطات السورية ب «ضمان أمن الصحافيين الدوليين العاملين» في سورية وطلب «توضيحاً كاملاً لملابسات الحادث». وأعلنت السلطات السورية تشكيل لجنة تحقيق حول ظروف مقتل الصحافي الفرنسي.