روى صحافي في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلامندي البلجيكي كيف قتل زميله الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص السورية، وقال "كانت الفوضى عارمة. ركضنا. وسقطت ثلاث، أربع قنابل يدوية" وانفجرت. وكان جاكييه في عداد مجموعة من خمسة عشر صحافيا يقومون بمهمة في حمص بموافقة السلطات السورية. واضاف ينس فرانسين على موقع هيئة الاذاعة والتلفزيون في شبكة الانترنت، "وصلنا هذا الصباح الى حمص، وبرفقة أجهزة الأمن قمنا بزيارة جزء من المدينة. ثمة احياء نستطيع السير فيها بشكل طبيعي ونرى نساء واطفالا في الشارع". وقال "ثمة احياء اخرى تحمل على الاعتقاد ان هذه المدينة مدينة اشباح. الشوارع مقفرة، وحواجز تظهر من وقت الى آخر ... ولم نتمكن من الذهاب اليها لانها لم تعد تحت سيطرة السلطات". وأوضح ينس فرانسين "تمكنا من اجراء مقابلات مع بعض السكان. ثم اخذونا الى حي آخر. وقبل دقائق من وقوع الحادث، سارت تظاهرة مؤيدة للاسد شارك فيها بعض الشبان. طرحنا عليهم بعض الاسئلة. وفي مكان يبعد مئة متر، انفجرت قنبلة يدوية. بدأ الجميع يركض، وركضنا مع بضعة صحافيين الى احدى البنايات. وبينما كنت ادخلها انفجرت امامها قنبلة يدوية ثانية. ثم حصلت بضعة انفجارات، ثلاثة او أربعة بالاجمال، كما اعتقد". واضاف "انها الفوضى العارمة. الناس يصرخون. الدماء تغطي الارض. لم يعرف احد ما حصل. دخلت شقة كان فيها زميل هولندي مصاب على ما يبدو. وبعد دقائق نزلنا. وعلى السلالم رأيت زميلا فرنسيا من فرانس 2 مقتولا". الى ذلك، دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مقتل الصحافي الفرنسي وطالبت باجراء تحقيق سريع لكشف ملابسات مقتله. وقال مكتب اشتون في بيان ان "الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي تطالب باجراء تحقيق سريع لكشف الملابسات التي ادت الى هذه المأساة". وقالت اشتون في البيان ان "السلطات السورية تتحمل مسؤولية ضمان امن الصحافيين في البلد". واتهمت السلطات السورية أمس ما وصفته "مجموعة إرهابية مسلحة" بإطلاق قذائف هاون على الوفد الإعلامي الأجنبي وتجمع للمواطنين بحمص ما أدى إلى مقتل تسعة بينهم الصحافي الفرنسي. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "مجموعة إرهابية مسلحة أقدمت على إطلاق قذائف هاون على وفد إعلامي أجنبي وتجمع للمواطنين المتضررين من الإرهاب في حي عكرمة بحمص ما أدى إلى استشهاد 9 أشخاص بينهم صحفي فرنسي وإصابة 25 من المواطنين وصحفي بلجيكي بجروح". وأوضحت أن القصف وقع عندما كان الوفد يطلع على أضرار القذائف التي سقطت على بعض الأبنية من قبل الإرهابيين وإجراء مقابلات مع عدد من المواطنين المتضررين حول آثار الدمار والخراب الذي خلفته المجموعات الإرهابية المسلحة بعدد من الأبنية. تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري سمح في الآونة الأخيرة لصحافيين أجانب بدخول البلاد بعد مرور 10 أشهر على اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط بشار الأسد.