انطلقت صباح أمس في مدينة جدة أول حملة وطنية للتوعية بأهمية إعادة استخدام وترشيد استهلاك الأكياس البلاستيكية وهي إحدى حملات البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة (بيئتي- علم أخضر وطن أخضر) والتي أطلقتها جمعية البيئة السعودية برعاية المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الذي سيقام بمشيئة الله برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال الفترة من 26 إلى 28 جمادى الآخرة الحالي 1432هجرية في فندق هيلتون جدة . وتأتي هذه الحملة التي ستشمل باقي مدن المملكة برعاية من الجمعية باعتبارها جمعية وطنية سعودية تقدم خدماتها البيئية على مستوى المملكة من اجل التوعية بترشيد الاستهلاك من استخدام الأكياس البلاستيكية التي تسبب أضراراً جسيمة على البيئة والإنسان وتحتاج إلى ما لايقل عن 400 عام حتى تتحلل وتدمر الحياة الفطرية وترفع نسبة إصابة الإنسان بالسرطان الأمراض الخبيثة . وقالت الدكتورة ماجدة أبو راس الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز والمتخصصة في التقنية الحيوية للملوثات البيئية ( تلوث البيئة ) من جامعة سري البريطانية عضو مجلس إدارة ونائب المدير التنفيذي المكلف بجمعية البيئة السعودية ومديرة منتدى البيئة والتنمية المستدامة الخليجي أن الجمعية قامت بتوزيع أكثر من 1000 بنار في جميع شوارع مدينة جدة حملت عبارات التحذير والدعوة إلى الترشيد واستخدام البدائل من الأكياس المصنوعة من المواد الطبيعية والأقمشة وغيرها إلى جانب طباعة 2500 بوستر يقوم فريق عمل بتوزيعها على كافة مدارس مدينة جدة من اجل زيادة الوعي لدى الأجيال القادمة . وعبرت أبوراس عن شكرها وتقديرها للدعم الكبير الذي تجده الجمعية من سمو الأمير تركي بن ناصر ومن سمو الأمير نواف بن ناصر بن عبدا لعزيز المدير التنفيذي للجمعية ونائب رئيس منتدى البيئة الخليجي . وأوضحت أن البلاستيك مادة يتم صنعها من خلال عمليات متعددة أساسها النفط الذي يعتبر المادة الأولية في صناعة اللدائن كما يمكن إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي والفحم كمادة أولية ويشكل البلاستيك ما نسبته 4 في المائة من منتجات النفط. ولفتت أن تصنيع الأكياس البلاستيكية يتم من مادة البولي إثيلين البوليمرات وهو عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين، إذ تحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعيا. وأكدت أن أكياس التسوق وحدها تقضي على ملايين من الطيور البحرية سنويا بالإضافة إلى الآلاف من الثدييات البحرية وأعداد لا حصر لها من الأسماك حول البحر. واستعرضت الدكتورة ماجدة أبو رأس المتخصصة في الملوثات البيئية 10 أضرار رئيسة تنتج من استخدام الأكياس البلاستيكية ومن أبرزها انها غير قابلة للتحلل ولا تتم إعادة تصنيعها مما يجعلها عبئا على المكان الذي تستقر به مسببة تلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها. كما أن تعلق الأكياس بكل ما تصادفه في طريقها يعمل على تشويه المساحة الجمالية للبيئة و هذا التأثير على المسحة الجمالية تصاحبه إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها ووجودها بين الحشائش ومعلقة على أغصان الأشجار يضعها في طريق الحيوانات التي تبحث عما تأكل. وهي أيضا تؤثر على الناحية الاقتصادية، إذ تقتضي توظيف من يقوم بإزالتها. وأشارت إلى أن بعض الحيوانات تبتلع هذه الأكياس مما يسبب انسداد القناة الهضمية وموتها. ومن هذه الحالات موت عدد من الجمال في محمية العرين ووفاة الكثير من الغزلان وبعض النوق في المنطقة الجنوبية إضافة إلى أن تناول السلاحف البحرية لها لاعتقادها بأنها من قناديل البحر وبالتالي تسبب لها الموت اختناقا. وبين أبو رأس أن الأكياس تعمل على سد خياشيم التنفس للأسماك، مما يؤدي إلى موت جماعي لهذه الأسماك و التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية سيحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين. وشددت أن الأكياس البلاستيكية تكون وعاء لتجمع الماء وتكاثر الجراثيم وتسبب تعطل آلات تشغيل السفن والسيارات كما أنها تحتوي على مواد كيماوية تذوب في الغذاء وتسبب أمراضا في الكبد والرئة وان استخدام هذه الأكياس أدى إلى وجود متبقيات من مواد التصنيع في دم الإنسان والتي تعتبر متسببا أساسيا في وجود أخطر الأمراض الخبيثة كالسرطانات إلى جانب أن هناك خطرا مباشرا لهذه المواد على صحة الإنسان بالنظر إلى استخدام الأكياس البلاستيكية في حمل الوجبات الغذائية الساخنة على نحو ملحوظ في البلاد، فالحال الرقيقة لهذه الأكياس تجعلها تتفاعل بدرجة حرارة منخفضة، ما يجعل حمل الأطعمة الساخنة بداخلها خطرا مباشرا على صحة الإنسان. ودعت الدكتورة ماجدة أبو رأس كافة القطاعات وشرائح المجتمع إلى العمل الجماعي من اجل الحد من مخاطر المواد البلاستيكية ، وذلك من خلال 4 محاور مهمة منها الاستعاضة عن الأكياس البلاستيكية أو أكياس النايلون أثناء تسوقك بحقيبة التسوق الخاصة بك و عدم شراء المواد الغذائية وخصوصا الساخنة في أكياس النايلون واحمل معك وعاءك الخاص والحرص على شراء واستخدام قناني الماء الزجاجية بدلا من البلاستيكية. وأكدت انه في حالة شراء قنينة الماء البلاستيكية يجب أن لاتعرضها للشمس أو لدرجة حرارة مرتفعة ولا تقم بإعادة تعبئتها أو تجميدها في الفريزر . وأعربت عن أملها في أن تحقق أول حملة وطنية لترشيد استخدام الأكياس البلاستيكية أهدافها المرجوة من اجل الحفاظ على البيئة وصون مواردها والقضاء على كافة الأخطار الناتجة من استخدامها حفاظا على صحة الإنسان والحيوان والطبيعة .