لم تعُد السياحة في منطقة الباحة تقتصر على مدينة الباحة وغاباتها ومتنزهاتها فقط، بل أصبحت كافة مدن ومراكز المنطقة تحظى بنصيبها من سياحة طوال العام. وتتميز الباحة بوجود أماكن عدة لزيارتها في الشتاء كمحافظات المخواة وقلوة وغامد الزناد والحجرة، ومنها ما هو مناسب للزيارة في الصيف كمحافظات المندق وبلجرشي والقرى وبنى حسن والعقيق والمراكز التابعة لها، وجمعيها تحظى بتنوع بيئي جغرافي يندر أن يجتمع في منطقة واحدة، وقد أضفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة الباحة قبل عِدة أيام جمالًا ساحرًا على المنطقة. استثمار المقومات السياحية ولعل أبرز مقومات الاستثمار في منطقة الباحة اهتمام إمارة المنطقة، وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة رئيس مجلس التنمية السياحية؛ من خلال تشجيعه وتحفيزه للمستثمرين الراغبين في الاستثمار والتنسيق الدائم بين الإمارة وجميع فروع الوزارات بالمنطقة ودعواتهما المستمرة لرجال الأعمال بالاستثمار بمنطقة الباحة وتذليل كافة الصعوبات أمام المستثمرين، كما تم تدشين مكتب الخدمات المستثمرين بديوان الإمارة لتسهيل إجراءات الاستثمار بالمنطقة. كما يتوقع الأمير مشاري من رجال الأعمال استثمار المقومات السياحية الموجودة بالمنطقة؛ من خلال دعم وإنشاء المشاريع السياحية التي تخدم المنطقة والسياحة بشكل عام؛ وفق رؤية المملكة 2030 عبر برنامج التحول الوطني للسياحة والتراث، وتحفيز الاقتصاد الوطني. لجنة توجيهية وفرق مساندة كما تم إقرار لجنة توجيهية برئاسة أمير الباحة، وعضوية عدد من وكلاء الوزارات ذات العلاقة وأمين منطقة الباحة، إضافة إلى تشكيل فريق مساند لهذه اللجنة برئاسة وكيل الإمارة ونائب الهيئة العامة للسياحة للمناطق وعضوية عدد من الإدارات الحكومية بالمنطقة وهيئة السياحة، على أن يقوم الفريق بتقديم رؤى وأفكار لمشاريع سياحية ونوعية واستثمارية لتنمية وتطوير السياحة بالمنطقة، بما في ذلك قطاع التراث والمتاحف والأسواق الشعبية وتقديمها للجنة الرئيسية. البنية التحتية وأولى أمير المنطقة دور الإيواء اهتمامًا كبيرًا وفتح آفاقًا أمام الاستثمار في هذا الجانب؛ من أجل خدمة الحركة السياحية والاقتصادية والتنموية الكبيرة التي تشهدها المنطقة وزيادة أعداد الزوار والمصطافين. ويوجد عدد كبير من الوحدات السكينة والفندقية التي أشرف عليها فريق عمل متخصص للوقوف على جاهزيتها والخدمات المتوفرة، وأصبحت المنطقة جاذبة للاستثمار في هذا الجانب في ظل تحولها إلى وجهة للسياحة العائلية من داخل المملكة وخارجها من دول مجلس التعاون الخليجي. وفي هذه السياق افتتح الأمير مشاري مؤخرًا عدد من المشاريع السياحية في محافظة بلجرشي، تمثلت في عدد من الفنادق بتكلفة بلغت أكثر من 80 مليون ريال التي ستكون إضافة داعمة للسياحة في منطقة الباحة. الآثار القديمة والأسواق الشعبية وفي ظل ما تزخر به منطقة الباحة من مجموعة من الآثار القديمة والمواقع التاريخية والقلاع والحصون والقرى حرص الأمير مشاري على إبراز هذا التراث؛ حيث تم ترخيص 5 متاحف والعمل على ترميم وتأهيل عدد من القرى التراثية كقرية ذي عين، وقرية الأطاولة، والملد، وقصر بن رقوش وقرية الظفير القديمة والخلف والخليف وغيرها، إضافة إلى مشروع القرية التراثية التي تحكي تاريخ المنطقة بقيمة 35 مليون ريال كمرحلة أولى، تشمل مسرحًا شعبيًّا يتسع لأكثر من 5000 شخص. 31 رحلة أسبوعيًّا وكان من أولويات سمو أمير المنطقة تكثيف وزيادة عدد الرحلات من وإلى الباحة لتغطية تنقلات أهالي المنطقة وزوارها طيلة أيام العام والصيف على وجه الخصوص، حيث بلغ عدد الرحالات 31 رحلة أسبوعيًّا، بواقع 17 رحلة إلى مدينة الرياض و10 إلى جدة و4 إلى الدمام، فيما تم تدشين رحلات طيران ناس بواقع رحلة يومية إلى مدينة الرياض ووجود 14 وكالة سفر وسياحة بالمنطقة؛ وذلك خدمة لأهالي المنطقة وزوراها الذين يتوجهون للمنطقة بكثافة خلال الصيف؛ نظرًا لما تتمتع به الباحة من مناظر خلابة وأجواء معتدلة وجميلة إلى جانب العمل على فتح رحلات دولية تهدف إلى خدمة المنطقة؛ كونها وجهة سياحية مميزة. 40 متنزهًا تتنافس 5 محافظات على استقطاب أكثر من مليون من المصطافين والسياح من خلال مواقعها السياحية المتنوعة والبرامج والفعاليات التي تلبي رغبات جميع الفئات بعد انتهاء استعداداتها لاستقبال المصطافين والزوار، خلال إجازة صيف هذا العام، حيث يوجد بالمنطقة أكثر من 40 متنزهًا وغابة، تشتهر بتنوع الأشجار وكثرة الورود والأزهار. سحر الطبيعة “متنزه غابة رغدان” الذي يقع على بُعد ثلاثة كيلومترات تقريبًا من قلب مدينة الباحة يُعتبر من أبرز المتنزهات ويتميز بالخضرة الدائمة طوال العام وإطلالاته على عقبة الملك فهد المؤدية لتهامة الباحة، وهناك “متنزه شهبة” ويقع شرقي مدينة الباحة بمسافة 3 كيلومترات، وحديقة الأمير محمد بن سعود وحديقة مهران الجديدة وحديقة الأمير سلطان بن سلمان، بالإضافة إلى ما تشهدها تلك المواقع من فعاليات وبرامج ترفيهية وتسويقية. وبهذا التنوع الطبيعي والتاريخي والثقافي تُعتبر منطقة الباحة من أجمل مصائف المملكة التي يرتادها المصطافون والزوار؛ نظرًا لما حباها الله من جمال الطبيعة الخلابة؛ فهي واحة غناء مليئة بالشواهد التاريخية والمدرجات الزراعية التي تعود لآلاف السنين، بالإضافة إلى الأودية الجميلة والمياه التي تصب شلالاتها من أعلى قمم الجبال. كما أن المنطقة مليئة بالغابات منها ما يطل على سهول تهامة.