تستقطب القيمة التاريخية والأسلوب المعماري الفريد لقلعة مارد في الجوف بالمملكة السياح والمؤرخين الذين يرغبون في التعرف على هذا الموقع الهام. وقال المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الجوف، ياسر إبراهيم العلي، إن قلعة مارد هي معلم أثري مهم في المنطقة، وإن العديد من الفعاليات التراثية والسياحية عقدت في مكان قريب منها. وأضاف أن الهيئة أطلقت مشروعًا لإصلاح القلعة، بالإضافة إلى القيام بأعمال الصيانة الدورية. وأضاف العلي: “أقامت الهيئة مؤخرًا سوقًا للتراث بالإضافة إلى مطعم ومقهى تقليديين بالقرب من القلعة، مما أدى إلى زيادة عدد الزيارات إلى الموقع”. ومن جانبها، علقت صحيفة “ذا راهنوما” الهندية، على القلعة، مؤكدة أنها بُنيت على هضبة صخرية بارتفاع مئات الأمتار فوق مستوى سطح البحر وهي تطل على المدينة بشكل كامل. وتاريخيًا، كانت القلعة تحمي المنطقة من الأعداء وتعود إلى عدة قرون قبل الحقبة الإسلامية، إلا أن أول ذكر لها في القرن الثالث الميلادي، عندما غزت زنوبيا، ملكة تدمر، دومة الجندل إلا أنها لم تسقط بعد أن فشلت في اقتحام القلعة. وكشفت الحفريات التي أجريت في الجزء السفلي من القلعة في عام 1976، عن بعض السيراميك النبطي والروماني الذي يعود إلى القرنين الأول والثاني الميلادي. وكتب الباحث حمد الجاسر: “قمت بجولة في جميع المباني المحيطة بالقلعة ورأيت أنها بنيت على جبل أو تل صخري يطل على الجوف من الجهة الغربية الممتدة من الشرق”. وأضاف: “في الشرق والشمال، توجد أرض منخفضة بها بساتين وبعض القصور القديمة بالقرب من الفناء، وتتحكم القلعة بالأماكن المحيطة بالجوف ويمكن رؤيتها من مسافة بعيدة بأي اتجاه، وهي قلعة عالية جدا ومبنية من الحجر القوي”. وكتب عبد الله التميم أن عصر بناء قلعة مارد كان يشير إلى أن الأمة تتميز بقوة هائلة، ومن المحتمل أن يكون ثمود، أهل صالح، قد بنوا جزءًا منها. ووفقًا لكتابه “الصور التاريخية لحضارة الجوف”، تتألف القلعة من مبان وقلاع وحصون، وتم بناء أبراج المراقبة على طول قلعة الكتل الحجرية الصلبة التي تحتفظ باللون الأحمر لفترات طويلة من الزمن. وأشار كتابه إلى أن المنطقة بأكملها كانت محصنة بجدران حجرية لصد هجمات الغزاة، ولها مدخلان رئيسيان، أحدهما قريب من الحصن في الجنوب، والآخر قريب من البرج في الشمال. كان اختيار المهندس المعماري لبناء قلعة مارد على هذه الهضبة الصخرية استراتيجياً حيث يطل على المنطقة المحيطة ويمكن رؤية أي شخص قادم إلى المدينة من مسافة طويلة.