نحن البشر ضعفاء يتخلل أعمارنا الصحة والمرض والقوة والضعف والنهاية المفاجئة التي لا يشترط بها مرض أو علة! هكذا هي الحياة فيها من هو آتٍ ومنها من هو فائت، نخوض الحياة بكل جبروت الإنسانية التي منحنا بها الخالق ونتعايش مع طبيعة الحياة التي تتحد وتنسجم مع ذاتها فهي منظمة تنظيم إلهي الكل يعرف دورهُ ومهامه لا يحتاج أحد في هذا الملكوت شرح ما يحتاج فعله، الكل يصحو باكراً ويهم بعمله حتى تغرب الشمس. هدوء يخيم على القرية أو حتى تلك المدينة، القلة من المتسكعين بطرقات لا يكادون يعُّدون على أصابع اليد الواحدة ولعلهم معروفون للجميع. ثم أتى زمننا المميز! الهدف بالحياة متشعب والرغبات كثيرة والطموح متنوع يتنافس الكل للوصول ولكن لماذا؟ أحدنا يصحو الصباح ولا يستمتع بشروق الشمس بسبب الهموم التي على رأسه شغلتنا الدنيا عن الآخرة وعن الهدف السامي لوجودنا على هذه الأرض اليوم كالساعة لا يوجد به بركة أو لعله من سوء جدولنا اليومي، لم يعد للطفولة طعم ولا لشبابنا ولا حتى لكهولتنا، الأنس أصبح يتلاشى الكل يتسابق لدنيا يصيبها أو مال يكتسبه.. فقدنا لذة الاستمتاع بالعمر وبالوجود. هل أحدنا سأل نفسه؟ متى آخر مرة تغزلنا بالقمر! حتى النجوم اختفت من سماء امتلأت بأنانية البشر. جدول مزدحم بالأعمال وضغوطات الحياة نأكل واقفين ونشرب ونحن نمشي. وكأن هذا هو العائق! ابن العشرين أصبحت ملامحه ملامح الكهل والشيب ملأ رأسه لم يعد يطيق النقاش، أصبح خلقه ضيقاً لا يحتمل حتى أهله، يهرب من الضغوط إما بالتدخين والشيشة وكأنه ينتقم من نفسه! أدركت بعدها كلام النبي، عليه الصلاة والسلام، عن الأمة (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين).