الحياة ما أجملها! هي طفلةٌ بهيةٌ، أبدع الله صنعها هي في نظري طفلةٌ بريئة الملامح، ابتسمت لها كثيراً وابتسمت لي ولكنها عضتني من حيث لا أدري بقوة ومن دون رحمة رغم أنها طفلة. فقد داهمتني بمصائبها ولم تذر وأحمالها التي لا أطيق حملها لأنها ثقيلة سرقت مني لحظات السعادة التي لا تكاد تذكر فعمرها قصير إنها لحظات لن تتكرر. عشتها بكل ثوانيها ومعانيها الجميلة عندما ابتسمت لي الدنيا في طفولتي في صحتي مع أسرتي أحب الناس لي والدي ووالدتي وإخوتي قبل أن يداهم الموت بعضهم ويرحل بعضهم ويمرض بعض آخر.. ووو. نظرت في خوف وهلع ما الذي حدث؟! ماذا بعد يا دنيا أرجوك كفاك. لم يعد قلبي يطيق الحوادث والمآسي، يا من كنت غاليتي ومهجتي ومصدر بهجتي أحسست وبعد ما أبكتني الدنيا وكأني في سرداب كالح السواد أو داخل نفق مملوء بالغازات السامة والدواب أكاد أختنق أموت خوفا أيتها الدنيا كفى اعتقيني لوجه الله لست أنت كما كنت لم تعودي روحا طاهرة وطفلة مبهجة لم تعودي رقيقة لطيفة محبة تبتسم بوجهي. كيف يمكنني أن أصف أحداثاً هي كطعنات السيوف وضربات الرماح فقد أصابتني من كنت أحبها كنت أسمع أنها دنيا دنيئة غرور غدارة لم أصدق ولكني مع ذلك بقيت وفياً لها ولم أنس عهود الهوى فطالما ابتسمت لي وابتسمت لها قال تعالى: (خلق الإنسان هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) عجبي من ابن ادم المخلوق الضعيف. ورغم ذلك العناء زاد وهج حبي للحياة لإيماني أن الحياة الدنيا ليست دار بقاء فكبر حبي للدنيا وهيامي تأجج ناراً مشتعلة في فؤادي، حبٌ لا ينطفي لأمسي وغدي، فكيف الابتسامة تنطفي وفي قلبي إيمان قال تعالى: (ولا تنس نصيبك من الدنيا) ولأني تيقنت أني لو لم أعش بحبٍ ورضا فلن أهنأ، فسلام عليك يا دنيا الجمال والدلال يا دنيا الفن، وأن أكرهك محال مهما صرت من حال ولن أعبس في وجهك فأنت إرادة خالق عظيم أحكم صنعك وجعلك دار ابتلاء وما نحن الا ضيوف راحلون لا محالة، ولكننا نحب أن نكون ضيوفا ظرفاء وليس ثقلاء مع أنك عضضتني بنابك إلا أني يقودني أمل إلى عالمك الزاخر بكل جميل. ومازالت تبتسم شفتاي أنت وردة زكت بروائحها العطرة مع أنها مملوءة بالشوك فلابد أن نتحمل الشوك من أجل الورد وإذا ما مالت الشمس تبغي الغروب تأملت جمالك يا ساحرة، وإذا ما حطت بسمائك السحب وجاءت بالمطر استبشر البشر والطير والشجر أحسست أنك أم حانية وبآيات الله عامرة. وها هي ذي الشمس من جديد استيقظت وقت الشروق تداعبنا ويتمخض فجر رائع يتمطى الشجر وتغرد الطيور وتتفتح الزهور وتهب رياح الصبا ويسعى العبيد برزقهم يذكرون ربهم ويشكرونه على آلائه ونعمه الظاهرة والباطنة فأنعم النظر وأهيم غراماً بالدنيا وشعاري (حب الدنيا تحبك) أيتها الدنيا ها أنا ذا من جديد أغرق في حبك وأغوص في بحورك، وأنعم بخيراتك التى أودعها فيك الخالق العظيم، مدبر الأمور، والقاهر فوق عباده. ولكني أعذرك أيتها الدنيا لأنك لا تعقلين ولكنك تبهرين ابتسمت ثانيةً بعدما كادت الابتسامة تنقطع لانني عرفت طبيعتك وبعدما عرفت أنك لا تعرفين عندما أصبتني بدواهيك، فقدت خسرت، مرضت، رحلت، افتقرت، حزنت وقريباً سأفارقك، وأرجو أن تبكني كما أبكيتني عرفاناً لصداقتنا وحملاً للجميل. وأخيراً يجب أن تعرفي أني أصبحت أهيم غراماً في وجودي وأعيش مع الله في كل عهودي حتى آخر لحظة من عمري حتى لا يصيبني اليأس وأودع المصحة النفسية.