تتجه روسيا للصدام مع إيران خلال الأشهر المقبلة في مجالات الطاقة، وتحديدًا قبل قمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، والتي من المقرر أن تُجري اجتماعاً خلال يونيو المقبل لمتابعة سير الاتفاق الخاص بخفض إنتاجية النفط خلال العام الجاري. وأشار موقع أويل برايس، المعنيّ بشؤون الطاقة على مستوى الأسواق العالمية، إلى أن روسيا التي استقرت على تمديد الاتفاق مع المملكة خلال الفترة المقبلة، ستكون حريصة على إجهاض أي محاولات من جانب إيران لعرقلة الاتفاق. وأوضح أن روسيا حريصة على استمرار جهود دفع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار سعيها لاتباع خطة اقتصادية تعتمد بصفة رئيسية على الإيرادات النفطية، وهو الأمر الذي يجعل الصدام بين موسكووطهران في هذا الملف أمرًا متوقعًا. وبيَّن أويل برايس أن طهران غير راضية عن ارتفاع أسعار النفط على مدار الأشهر القليلة الماضية، وهو الأمر الذي ظهر من خلال اعتراض إيران على استمرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العام الماضي، ومن ثم تمديد مستويات الإنتاج المنخفضة إلى ما بعد مارس الماضي. على مدار الأيام القليلة الماضية، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إنه قد تم إنشاء منظمة مشتركة للتعاون بين أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة، مؤكدًا أن ذلك قد يتم بمجرد انتهاء الاتفاق الحالي بشأن خفض إنتاج النفط نهاية العام الجاري. وتأتي تلك التصريحات بعد أسبوع تقريباً، من حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس الماضي لوكالة أنباء “رويترز” الدولية، والتي أكد خلالها أن المملكة وروسيا تعملان على إبرام اتفاقية تاريخية طويلة الأجل ربما تمتد من 10 إلى 20 عاماً قد تُوسِّع نطاق السيطرة على إمدادات الخام العالمية من جانب المصدرين الرئيسيين. ووفقاً لرويترز، فإن نوفاك أكد، الثلاثاء، أنه بحث مع نظيره السعودي خالد الفالح إمكانية التعاون طويل الأمد، مؤكدًا أن آلية التفاعل الحالية أثبتت فاعليتها بشكل واضح على مدار العام الماضي، والذي شهد عودة الانضباط مجددًا للأسواق. وقال نوفاك للصحفيين: “نحن نفكر الآن في صيغة للتعاون يمكن أن تكون على المدى الطويل، والتي من شأنها تشمل إمكانية رصد السوق وتبادل المعلومات وإذا لزم الأمر تنفيذ بعض الإجراءات المشتركة”. وأضاف: “تقييد الإنتاج النفطي ليس حلاً سحرياً، هذا إجراء ضروري، فالتعاون الأوسع مع أوبك مبرر”، مشيرًا إلى أن انضمام روسيا إلى أوبك ليس على جدول أعمال المناقشات. وبموجب اتفاق أبرمه أعضاء في أوبك بقيادة المملكة ومنتجين من خارج المنظمة، تعهدت موسكو بخفض الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يومياً من 11.247 مليون برميل يوميًا اعتماداً على معدلات إنتاجها في أكتوبر عام 2016.