شن سلاح الجو التركي امس الجمعة اولى غاراته على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا وذلك بعد 4 أيام على هجوم انتحاري دام نسبته الحكومة إلى التنظيم المتطرف، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو ان العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة في تركيا الجمعة ضد عناصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم داعش الارهابي وحزب العمال الكردستاني ستتواصل. وصرح داود أوغلو للصحافة: «إن العمليات التي بدأت اليوم ليست آنية بل ستتواصل»، وذلك في أعقاب غارات شنها سلاح الجو التركي على مواقع للجهاديين في سوريا وحملة التوقيفات التي استهدفت عناصر في تنظيم الدولة الاسلامية وحزب العمال الكردستاني، وتابع: «إن العملية التي جرت ضد تنظيم الدولة الإسلامية حققت هدفها ولن تتوقف». من جهته، أعلن مكتب رئيس الحكومة التركية أن الشرطة أوقفت 251 شخصًا في إطار حملة استهدفت أفرادًا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الارهابي وحزب العمال الكردستاني أطلقت الجمعة في كل أنحاء البلاد، وأفاد بيان مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو «تم توقيف عدد إجمالي بلغ 251 شخصًا لانتمائهم الى جماعات إرهابية»، مضيفًا: إن المداهمات جرت في 13 محافظة تركية، وأضاف: إن التوقيفات جرت في أعقاب هجمات عنيفة استهدفت مدنيين وعناصر من قوى الأمن مؤخرًا، وأفادت تقارير أن الشرطة داهمت منازل في عدد من مناطق اسطنبول بحثا عن أعضاء في التنظيم الجهادي وحزب العمال الكردستاني وغيرهما. إلى ذلك، وقبيل الساعة 04,00 (01,00 تغ) قامت ثلاث مقاتلات اف-16 من سلاح الجو التركي بقصف 3 مواقع للجهاديين في المنطقة الحدودية في سوريا المقابلة لمدينة كيليس (جنوب)، وكان متطرفون فتحوا الخميس النار من سوريا على مركز حدودي للجيش التركي في كيليس مما أدى الى مقتل ضابط صف وإصابة عسكريين اثنين بجروح، وعملاً بقواعد الاشتباك التي يعتمدها الجيش التركي منذ 2012 كلما طال إطلاق نار أراضيه، رد على الفور بفتح النار على المواقع الجهادية، وأطلقت دبابات من كتيبة المدرعات الخامسة عدة قذائف بحسب وكالة الاناضول. وتأتي هذه المواجهة المباشرة بعد ثلاثة أيام على الهجوم الانتحاري الذي أوقع 32 قتيلاً ومئة جريح في سوروتش قبيل ظهر الاثنين. وقد استهدف الهجوم حشدا من الشباب المؤيدين للأكراد كانوا يريدون المشاركة في إعادة إعمار مدينة كوباني أو عين العرب الكردية السورية التي دمرت في معارك ضارية استمرت 4 أشهر وانتصر فيها المقاتلون الأكراد السوريون في يناير على تنظيم «داعش». وقالت السلطات التركية: إن الانتحاري شاب تركي يبلغ من العمر 20 عامًا ويدعى الشيخ عبدالرحمن الأغوز، وذكرت الصحف أنه أقام في صفوف تنظيم داعش الارهابي في سوريا. وأعلن مسؤول عسكري أمريكي الخميس أن تركيا سمحت للولايات المتحدة باستخدام العديد من القواعد الجوية التركية، ولا سيما قاعدة انجرليك في جنوب البلاد، في شن غارات على تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق. ويأتي الإعلان عن التوصل إلى هذا الاتفاق غداة محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيره التركي رجب طيب اردوغان تناولت خصوصًا ملفي الحرب في سوريا والعراق والمعركة ضد التنظيم المتطرف، ولم تتحرك تركيا في مواجهة داعش، فقد رفضت دعم المقاتلين الأكراد السوريين خشية تشكل منطقة ذات استقلالية معادية لها في شمال البلاد، وأثار هذا القرار أعمال عنف في تركيا بالتزامن مع معركة كوباني في أكتوبر، وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في بيان الجمعة أن «تركيا مصممة على اتخاذ كل الاحتياطات للدفاع عن أمنها القومي»، وذلك غداة اجتماع مع القادة العسكريين وأجهزة الأمن. وقد تجددت المعارك العنيفة الخميس في مدينة درعا في جنوبسوريا بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة إثر هجوم شنه مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة الاسلامية على احياء تابعة لقوات النظام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وأعلنت فصائل الجبهة الجنوبية المؤلفة من مجموعات مقاتلة عدة على حسابها على موقع «تويتر» استئناف «معركة تحرير درعا» بعد حوالى شهر من هجوم مماثل شنته على المدينة لم يحقق هدفه، وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن «فصائل إسلامية ومقاتلة تشن هجومًا عنيفًا منذ صباح اليوم على الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة درعا».