قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة: إن عملية السلام مع الأكراد ستستمر على الرغم من مقتل أربعة جنود أتراك، ووقوع أعمال شغب هذا الشهر، بسبب ما اعتبره الأكراد رفضا من جانب تركيا لمساعدة إخوانهم في مدينة كوباني الحدودية السورية. وقتل أربعة جنود في جنوب شرق البلاد على أيدي عناصر من حزب العمال الكردستاني في الأسبوع الماضي، مما وجه ضربة لمحادثات السلام بين أنقرة والمقاتلين الأكراد. وقتل العشرات في شرق تركيا هذا الشهر أثناء احتجاجات قام بها أكراد بسبب ما اعتبروه تقاعسا من جانب حكومة أنقرة عن مساعدة الأكراد السوريين في قتال تنظيم داعش الذي يحاصر مدينة كوباني. وقال أردوغان في تصريحات أدلى بها في باريس عبر مترجم: إن "عملية المصالحة مع الأكراد مستمرة على الرغم من الجهود لتشويهها". وأضاف: "قتل أربعة جنود في هجوم جبان لكننا لن نغير توجهنا أو موقفنا بسبب هذا الهجوم". وأثار موقف تركيا من القتال في كوباني غضب الأقلية الكردية وحزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد، والذي دعا للتظاهر اليوم السبت تضامنا مع المدينة المحاصرة. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: إن الدعوة إلى التظاهر تضر بعملية السلام، وأمر المحافظين بمنع أي اضطرابات مما يزيد من احتمال وقوع اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن. وجدد اردوغان انتقاداته للتحالف الدولي الذي يشن ضربات ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا، معتبرا انه يركز قصفه على مدينة كوباني. وقال اردوغان في باريس -حيث استقبله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند-: "لماذا تقصف قوات التحالف باستمرار مدينة كوباني هذه؟ لم لا تقصف مدنا أخرى؟ لماذا ليست ادلب (شمال سوريا)؟". وأضاف: "لا نتحدث سوى عن كوباني الواقعة على الحدود التركية، حيث لم يعد هناك أحد باستثناء ألفي مقاتل". والمعركة في هذه المدينة الحدودية بين مسلحي داعش والمقاتلين الاكراد اصبحت رمزا للمعركة الاشمل ضد المتطرفين. وسمحت تركيا بمرور قوات البشمركة العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر، عبر حدودها لمحاربة مقاتلي داعش، ما أثار تنديدا من سوريا التي اعتبرت هذه الخطوة "انتهاكا سافرا" للسيادة السورية. وكثف التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة هجماته قرب كوباني في الاونة الاخيرة، فيما اعلن البنتاغون ان الطائرات الحربية شنت عشر غارات في المنطقة الاربعاء والخميس. ووافق هولاند على ان كوباني لا تختصر كل المهمة، وقال للصحافيين: إن "المدينة الرئيسية" في المعركة هي حلب، ثاني اكبر مدن سوريا. لكن هولاند أضاف: "رغم ان كوباني خلت من سكانها، من الضروري تأمين التعزيزات اللازمة لها وفي هذا الصدد، لدينا ثقة بتركيا".