قدّمت مجموعة من السعوديات المتخصّصات في الشأن الاجتماعي والأسري دورات متخصّصة في معرض الرياض الدولي للكتاب، لتدريب الأمهات على كيفية الاهتمام بالوعي الفكري للنشء، وزرع حب القراءة فيهم بأساليب احترافية ترتقي بمستواهم الذهني، وتناسب أعمارهم الصغيرة القادرة على اكتساب معارف ومهارات مختلفة تساعدهم على التكيف السريع مع متغيرات الحياة المعاصرة والتفاعل معها. وجاءت هذه البادرة متناغمة مع المحفل الثقافي الكبير الذي يمثله معرض الكتاب لتعزيز الثقافة ونشرها بين أفراد المجتمع، خاصة لجيل الشباب والنشء الذين يعول عليه الكثير في بناء المستقبل. وسعت المدرّبات الاجتماعيات والمستشارات الأسرية السعوديات في هذا الجناح إلى تقديم ورش عمل مفتوحة من أجل تحفيز روح القراءة لدى النشء، ودمج الأسرة في هذه المنظومة لزيادة جرعة تثقيفها بأهمية دورها في تربية هذا الجيل بأسلوب فعّال، عبر محاضرات تفاعلية استقطبت العديد من الأمهات اللاتي أثرين الورش بمداخلاتهن ومشاركاتهن بشكل يومي طيلة فترة إقامة المعرض. ويستقبل جناح الأسرة والطفل صباح كل يوم 900 طفل من مدارس التعليم العام في الرياض، وفي المساء يمتلئ المكان بما يتراوح من 1000 إلى 1300 من الأمهات اللاتي يصطحبن معهن أطفالهن للمشاركة في ورش العمل التي تقدمها المدربات وتضم أنشطة توعوية وتثقيفية وترفيهية، خاصة بالتربية، وتعليم الطفل. وتؤكد رئيسة لجنة برنامج الأسرة والطفل في المعرض عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود سابقًا المدربة إيمان الخطيب، أن القراءة حاجة ملحة للعقل البشري خاصة لصغار السن، كحاجة الإنسان للطعام والشراب، رافضة مقولة: إن القراءة مجرّد هواية فقط، وتتناسب مع الفئة العمرية الكبيرة. وقالت الخطيب: إن قراءة القرآن الكريم والتمعّن في معانيه وقصصه العظيمة يرفع من وعي الإنسان بصفة عامة والطفل بشكل خاص وينهض بمستواه الفكري والعلمي والثقافي، ناهيك عن المستوى الشرعي، كما أن قراءة القصص والروايات تزيد من حصيلة تنوّع إدراك الطفل وتحفّزه على توسيع خياله الذي جمّدته التقنيات الإلكترونية بسبب جذبها لهم بالترفيه. وأشارت إلى أن القصة لها عالم جميل تحمل في مضامينها رسالة هادفة في هذه الحياة.وحول اختيار الكتاب المناسب للطفل، أفادت المدربة الخطيب أن عملية شراء القصص أو الكتب الممتعة للطفل يجب أن تكون من وجهة نظر الطفل نفسه، وليس من وجهة نظر والديه، لأن الهدف من الكتاب هو أن يقرأه الطفل ويستفيد منه. وشدّدت الخطيب في ذلك الجانب على أهميّة اتاحة الفرصة للطفل بأن يقرأ الكتاب أو القصة أو المجلة أكثر من مرة، لدفعه إلى اقتنائها مرة أخرى. المزيد من الصور :