أمام العالم كله، كان تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، وأن موقف مصر لن يتغير تجاه الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته.. كان مؤتمر إعادة إعمار غزة رسالة إلى العالم بأن دور مصر سوف يبقى أساس كل المتغيرات في المنطقة، وأن كل محاولات تهميش هذا الدور أو إقصائه قد فشلت. لقد أدرك العالم أخيرًا أن ما حدث في مصر إرادة شعب وقرار أمة، وأن محاولات تشويه الصورة لم يُغيِّر شيئًا أمام العالم.. ومن هنا كانت كلمة السيسي أمام هذه الجموع القادمة من كل بلاد الدنيا؛ رسالة جديدة حول استقرار مصر ودورها، وهو رصيد تاريخي وحضاري لا يستطيع أحد أن يتجاهله أو يزايد عليه. إن تدمير غزة لا ينبغي أن يتوقف عند معونات دولية أو مساعدات اقتصادية، ولكن الأخطر والأهم هو إدانة ما حدث من جانب إسرائيل، خاصة أنها اعتادت أمام العالم كله ممارسة هذه الأعمال الإرهابية الوحشية ضد شعب أعزل.. من وقتٍ لآخر تقوم إسرائيل بهذه الأعمال، وهى لا تعبأ بأي ردود فعل دولية.. لقد حطّمت مؤسسات خدمية ومدارس ومستشفيات ودور عبادة وقتلت آلاف الأطفال، ودمّرت البنية الأساسية لمجتمع يعانى ظروفًا إنسانية واقتصادية صعبة.. فهل يكتفي العالم بخمسة مليارات دولار لإصلاح ما دمّرته الآلة العسكرية الإسرائيلية؟! وأين ضمير العالم من الضحايا الذين دمّرتهم الحرب؟!. إن المساعدات الاقتصادية لن تعيد أطفالًا ماتوا تحت جنازير الدبابات، ولن تعيد مستشفيات سقطت جدرانها على المرضى، وكان ينبغي أن يُسجِّل المؤتمر -وهو يجمع التبرعات- إدانة دولية من الدول المشاركة لجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. إن إسرائيل من وقتٍ لآخر تمارس هذا العدوان الغاشم ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهى تدرك أن العالم لن يتحرك، فلا العرب قادرون على وقف العدوان، ولا أمريكا تريد استقرارًا لهذه المنطقة، كما أن إسرائيل لا تجد من يرفض ويدين أعمالها الإجرامية. المساعدات الاقتصادية لا تكفي إذا كان في العالم صوت مازال يتحدث بضمير حي عن حقوق الشعوب ومصائر البشر. المزيد من الصور :