لا جديد في موقف مصر من حركة حماس، ولا جديد في علاقتها معها، فمصر الرسمية وأغلب مصر الشعبية ترى ان حركة حماس تمارس سلوكا عدائيا ضد سيادتها، وهذا الموقف لم يكن متزامنا مع العدوان الاسرائيلي على غزة، ولم يكن سببا له، فمصر تتهم حماس بأنها تؤوي العناصر الارهابية التي قامت بقتل جنودها داخل الحدود المصرية، كما انها اي حماس اشتركت باقتحام السجون في مصر اثناء ثورة 25 يناير وهربت عناصر من حزب الله وبعض الجماعات المسلحة المدانة قضائيا بضرب استقرار مصر. اسرائيل لا تستغل مقاومة حركة حماس لضرب غزة فقط ولكنها تعمل على استغلالها لتصحيح ما تسميه أخطاء اتفاقية السلام مع القاهرة، وبداية تصحيح الاخطاء في الفكر الاسرائيلي هي تحويل سيناء لارض بديلة للفلسطينيين، مصر تعرف ذلك جيدا وقامت بتعطيله أكثر من مرة، فمن يعتقد ان الحرب على غزة هو هدف للقيادة المصرية عليه ان يعيد قراءة تحركات اسرائيل العدوانية جيدا، من علاقة مصر مع حماس والطموحات الاسرائيلية يأتي التقدير للمبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة التي رفضتها حماس بحجة انها لم تطلع عليها فهذه حجة ينفيها الواقع الذي يقول ان موسى ابومرزوق ممثل الحركة بالقاهرة اطلع عليها، فالرفض ليس للمبادرة بقدر ما هو رفض لمصر وبالتحديد لرئيسها.. ومن هذا الرفض نعرف من يريد ان تكون قضية العدوان على غزة نزاعا بين حركة الاخوان ومصر، وليس عدوانا اسرائيليا على الشعب الفلسطيني، فاتهام رئيس وزراء تركيا للرئيس السيسي بأنه طاغية ورئيس غير شرعي اتهام يعزز محاولات الاطراف الاخوانية لجعل الحرب على غزة مكسبا سياسيا يضيف للاخوان رصيدا شعبيا يُضرب به الرئيس السيسي الذي مازال في بداية حكمه ومازال يرسم تفاصيل رؤيته الاولية للاوضاع والقدرات.. وكل هذا يجعلنا نطلب من خصوم السيسي السياسيين سواء أكانوا عربا أم مسلمين ويملكون القرار في بلدانهم أن يعلنوا تعليق علاقتهم مع اسرائيل أو اي اجراء يعاقب اسرائيل على عدوانها بذلك فقط نحترم خصومتهم مع السيسي، وان لا يكون فقط تأييدهم لغزة أخذ الصور مع خالد مشعل وانتقاد مصر. سحب الرئيس السيسي في هذه المرحلة لصراعات دعائية يعد عملا رخيصا لا يرتقي لمصاف الصراعات الشريفة، فمصر بحاجة اليوم لكل قدراتها السياسية والاقتصادية لتنتقل من مرحلة الانهيار الى مرحلة الاستقرار، وتقديمها بصورة المتعاون مع العدوان تقديم يظلم تاريخ مصر ورجال وجيش مصر، خاصة وإن جاء من اشخاص وكيانات كل ما قدموه للشعب الفلسطيني شعارات ودعايات وأغان تمجد ضياعه وهلاكه، فصد العدوان الاسرائيلي عن غزة لا يأتي بفتح العدوان على مصر.. فاحترام المبادرة المصرية هو احترام لمصر وشعبها وتضحياتها، لك ان ترفض السياسة المصرية، ولكن ليس من الحق وأدب الخصومة أن تتهمها بالخيانة، أكاد أجزم بأن اكثر شعب يقدر مصر وسياستها وتضحياتها هو الشعب الفلسطيني، فلا نجعل الشعارات والدعايات المخادعة تكون مصائد عبث يقع فيها الفلسطيني والمصري.