أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في جدة أمس الأربعاء أن بغداد طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين الذين يشنون منذ أسبوع هجومًا تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد، وجاء تأكيد زيباري بعدما توعد رئيس الوزراء نوري المالكي المسلحين بالقضاء عليهم، مشددًا على أن قواته واجهت نكبة ولم تهزم، وسط تواصل الاشتباكات في قضاء تلعفر وتعرض أكبر مصفاة نفط لهجوم. وأكدت طهران أنها ستبذل كل ما بوسعها لحماية العتبات المقدسة لدى الشيعة في هذا البلد المجاور والحليف، وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر التعاون الإسلامي: إن العراق طلب رسميًا مساعدة واشنطن طبقًا للاتفاقية الأمنية وتوجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية، وتابع في ختام اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب المشاركين في المؤتمر «أكدت للوزراء أن القوات العراقية تمكنت من استيعاب الصدمة وصد الهجمات»، مضيفًا: «إن بغداد عصية عليهم». وأعلن البيت الابيض الاربعاء أن الرئيس باراك اوباما يواصل مشاوراته حول كيفية التعامل مع تقدم الجهاديين السنة في العراق ولا يستبعد أي خيار باستثناء إرسال قوات على الارض، وسيلتقي اوباما زعماء الكتل في الكونغرس ليناقش معهم التطورات في العراق، ويطالب العديد من القادة الجمهوريين بتوجيه ضربات جوية سريعة لوقف تقدم مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام». من جهته، ندد نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني في مقال في صحيفة وول ستريت جورنال «بانهيار عقيدة (باراك) أوباما»، معتبرًا أن الفوضى التي تسود العراق هي نتيجة مباشرة لخيارات السياسة الخارجية للرئيس الاميركي، وقال المالكي بحسب خطاب نقلته قناة «العراقية» الحكومية: «سنواجه الإرهاب وسنسقط المؤامرة»، مضيفًا: «الذي حصل هو نكبة لكن ليست كل نكبة هزيمة تمكنا من امتصاص هذه الضربة وإيقاف حالة التدهور وبدأت عملية رد الفعل وأخذ زمام المبادرة وتوجيه ضربات»، وهاجمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها بشأن الأحداث المتصاعدة في العراق سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد إعلان استيلاء الجماعات المتشددة وتنظيم داعش على مدينة الموصل شمال العراق ومدن عراقية أخرى بعد أربعة أيام متواصلة من القتال.