أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تتطلع إلى تعزيز القوات العراقية لمساعدتها في التعامل مع الجماعات المسلحة المتشددة، وخاصة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) التي اجتاحت عدة مدن مؤخرا، دون الإشارة إلى أنه ينتوي توجيه ضربات جوية أمريكية. وقال مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، طلب عدم نشر اسمه، الأربعاء (11 يونيو 2014) إن العراق أبدى في السابق رغبته في توجيه ضربات جوية باستخدام طائرات أمريكية بدون طيار أو القيام بعمليات قصف أمريكية للمساعدة في هزيمة هجوم المتشدد، وفق ما نقلته "رويترز" الخميس. وذكرت بيرناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، في تعليق تم إرساله للصحفيين بالبريد الإلكتروني: "بينما يبحث فريق الأمن القومي دائما عددا من الخيارات فإن التركيز الحالي لمحادثاتنا مع حكومة العراق، واعتبارات سياساتنا هو بناء قدرة العراقيين على أنيواجهوا بنجاح تهديد جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام." وجاء ذلك بعد أنباء عن أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أرسل رسالة سرية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطلب منه دراسة توجيه ضربات جوية إلى نقاط تجمع مسلحين متشددين يهددون حكومته، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين لم تسمهم. ونقلت الصحيفة عن خبراء أمريكيين زاروا بغداد في وقت سابق هذا العام قولهم إن زعماء عراقيين أبلغوهم أنهم يأملون في استخدام القوة الجوية الأمريكية لضرب نقاط التجمع والتدريب للمتشددين داخل العراق ومساعدة القوات العراقية في منعهم من عبور البلاد إلى سوريا. كما نسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأربعاء إلي مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إن العراق ألمح إلى أنه سيسمح للولايات المتحدة بضرب أهداف لمتشددي القاعدة في العراق سواء بطائرات يقودها طيارون أو طائرات بدون طيار. وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لن نخوض في تفاصيل مناقشاتنا الدبلوماسية لكن حكومة العراق أوضحت أنها ترحب بأن نقدم دعما." وأضافت ميهان قائلة في بيان: "قمنا بتسريع شحنات المعدات العسكرية منذ بداية العام وزيادة تدريب قوات الأمن العراقية وعملنا بشكل مكثف لمساعدة العراق في تنفيذ نهج متكامل للتصدي لهذا التهديد الإرهابي... مساعداتنا شاملة ومستمرة وستزيد." واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المنشق عن القاعدة "داعش" مدينة تكريت العراقية يوم الأربعاء، وأطبقوا على أكبر مصفاة نفطية في البلاد محققين المزيد من المكاسب في تقدمهم العسكري السريع ضد حكومة بغداد التي يقودها المالكي. وجاء التهديد لمصفاة بيجي النفطية بعد أن سيطرة "داعش" على مدينة الموصل الشمالية. ويعتبر سقوط الموصل -ثاني أكبر مدينة في العراق- ضربة لمحاولات حكومة المالكي هزيمة المعارضين الذين استولوا على مناطق في العراق على مدى العام المنصرم في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية.