عجزت القوات العراقية أمس الاثنين، عن حماية أفرادها في يومها الانتخابي الخاص، حيث تعرضت لسلسلة هجمات بينها 8 تفجيرات انتحارية داخل مراكز انتخابية قتل فيها 27 شرطياً وعسكرياً وأصيب أكثر من 73 بجروح. فيما، قتل 30 شخصًا عندما فجر انتحاري نفسه بين مؤيدين للرئيس العراقي جلال طالباني كانوا يحتفلون في أحد شوارع قضاء خانقين في شرق العراق بظهوره في تسجيل مصور. وألقت هذه الهجمات شكوكاً إضافية حيال قدرة القوات العراقية على تأمين الحماية للناخبين خلال الانتخابات التشريعية العامة غداً الأربعاء، والتي تنعقد في ظل تصاعد أعمال العنف وتزايد الانقسامات الطائفية. وكما هي الحال في معظم الأيام الدامية بالعراق، لم يصدر أي رد فعل على أعمال العنف هذه من قبل حكومة الشراكة الوطنية التي تعيش منذ سنوات صراعًا بين وزرائها والكتل الممثلة فيها، كما لم تتبن هذه الهجمات أي جهة حتى الآن. ويمثل هذا اليوم الدامي ضربة لرئيس الحكومة نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويضع ثقله السياسي في الانتخابات محاولاً العبور من خلالها نحو ولاية ثالثة على رأس الحكومة، رغم الاتهامات التي يوجهها خصومه إليه بالتفرد بالحكم والعجز عن الحد من الفساد وتحسين الخدمات. ومن غير المتوقع فوز أي كيان سياسي بالأغلبية المطلقة، لكن ائتلاف المالكي «دولة القانون» يبقى رغم ذلك المرشح الأوفر حظاً في هذه الانتخابات التي يخوضها رئيس الوزراء دون منافسة مع شخصية شيعية محددة على العكس من العام 2010 عندما خاص معركة انتخابية ضارية مع رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وبعد يوم من بدء العراقيين المقيمين في الخارج التصويت في دولهم، توجه أفراد القوات المسلحة التي يبلغ عديدها نحو 800 ألف عنصر منذ الساعة السابعة من صباح الاثنين (04,00 تغ) إلى 534 مركز انتخاب تشمل 2670 محطة اقتراع في عموم البلاد. وأمام مركز تصويت في مدرسة في وسط بغداد، قال أحمد وهو شرطي لوكالة فرانس برس «اتيت للمشاركة في الانتخابات من اجل العراق ومن أجل تغيير الوجوه التي لم تخدم العراق». وفي النجف (150 كلم جنوببغداد)، بدا افراد الشرطة والجيش التجمع عند أبواب مراكز الاقتراع قبل نصف ساعة من فتحها وسط إجراءات أمنية تشمل نشر 27 ألف عنصر أمني في المدينة، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس ومصادر أمنية في المحافظة. وشملت عملية التصويت الخاص الاثنين أيضا المهجرين المسجلين، ونزلاء السجناء وموظفيها، إضافة إلى نزلاء المستشفيات والعاملين فيها. وسرعان ما تحولت مراكز الاقتراع الخاصة بقوات الجيش والشرطة إلى أهداف لهجمات انتحارية، رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وقال ضابط برتبة عقيد قي الشرطة ومصدر طبي رسمي لوكالة فرانس برس إن انتحاريا فجر نفسه داخل مركز انتخابي في منطقة المنصور في غرب بغداد، ما أدى إلى مقتل 7 من الشرطة وإصابة 18 شخصا آخر بجروح. وقتل في مركز انتخابي في منطقة الاعظمية القريبة خمسة من الشرطة واصيب 14 بجروح في تفجير انتحاري بحزام ناسف. وفي هجوم مماثل، قتل 4 من عناصر الشرطة وأصيب 11 بجروح عندما فجر انتحاري نفسه في مركز اقتراع في طوزخرماتو على بعد نحو 175 كلم شمال بغداد، بحسب ما أفاد قائمقام القضاء شلال عبدول.