يُعجبني المواطن الذي لا يحصر نفسه ضمن دائرة انتقاد سلبيات الجهات الخدمية، بل يجعل له دورًا في تحسين خدماتها، من باب التعاون على البرّ، والغيرة على مُكتسبات الوطن!. في جدّة أعرف مواطنًا من هذا النوع، وأستأذنه بذِكْر اسمه، وهو الأخ طلال كردي، حيث دأب منذ فترة، وبنشاطٍ كبير، على تصوير أماكن الخلل لبعض خدمات الأمانة وشركة المياه الوطنية في الأحياء المختلفة، ثمّ إرسالها لحسابات (رسمية) في موقع تويتر وتخصّ مسؤولين رفيعين في الأمانة والشركة لإكمال ما يلزم!. غير أنه فوجئ مؤخرًا بحظر المسؤولين له في الموقع، أو ما يُعرف بالبلوك، وقد زوّدني بصور لصفحات إلكترونية من حساباتهم تثبت الحظر!. وحقيقةً، أصابتني الحيرة، ففي السابق تأثرت طبلتا أذنيّ حتى كادتا تخترقان وتنفجران من كثرة ما سمعت من مسؤولي هاتين الجهتين عن سعيهم لتلقي ملاحظات المواطنين عن الخدمات، وكنت أظنّ أنهم سيُسعدون بتواصل الأخ طلال ويكرّمونه، ويمنحونه الأوسمة والنياشين، لكن يبدو أنّ العكس هو الصحيح، فحظره لا يعني شيئًا سوى أنهم تأفّفوا منه ومن ملاحظاته، رغم أنّ حساباتهم ليست (شخصية) ليقولوا إنهم أحرار في حظر من يشاؤون، ورغم أنّ ملاحظاته المُصوّرة التي أراني إياها هي وجيهة ومهمّة!. ليت شعري، وليت نثري، ما فائدة هذه الحسابات إن لم تُسخّر كقنوات تواصل إيجابي، يُوصّل المواطن من خلالها صوته للمسؤول، ويكون فيها خير عين له، وخير مُعين له، أو ليُغلقوها، فهذا أفضل!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وطس آب تنصح فيها هذا المواطن الغيور أن يُثني على الخدمات، وعندها سيُعاد له فتح أبوابُ الحسابات، ويصبح الحظر من الحكايات الماضيات، ولا عزاء لجدّة في تحسين الخدمات!. @T_algashgari [email protected]