يوم الثلاثاء الماضي، وبعد حضور وليّ وليّ العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز لحفل إطلاق مؤسّسة الملك خالد الخيرية في مدينة الرياض، تكلّم بكلماتٍ معدودةٍ عن البنوك، لكنّها تصف بِحَقّ تقصير البنوك تجاه الوطن، ولو أعدّت مكاتب استشارية عالمية تقارير طويلة بمئات الصفحات عن "تقصير البنوك" لعجزت عن تلخيصه في تلك الكلمات القليلة كما نجح بذلك الأمير!. هاكم أولًا الكلمات: "إنّ البنوك مُقِلّة في دعم الفقراء، ومُقِلّة في عطائها مقابل ما تستفيد منه من المواطن ومن الوطن"!. انتهت الكلمات، ويا تُرى هل تستطيع البنوك نفسها، أو أيّ مسؤول فيها، أو أيّ جهة مُشرفة عليها مثل مؤسسة النقد، إنكار صحّة هذه الكلمات؟ وأنها أصابت عين الحقيقة المُرّة؟. هلمّ معي الآن نحلّل الكلمات: بالنسبة للفقراء: إن كانوا يقبعون في الشرق فالبنوك حتمًا تعيش في الغرب، لا يعرفون هم لها جميلًا، ولا تعرف هي لهم سبيلا، ولا مكان في الوسط يلتقون فيه، فهل يُعقل هذا بينما زكاة أرباح البنوك تصل للمليارات من الريالات؟. وبالنسبة للمواطن: فهو المواطن الوحيد في العالم الذي يُودع أمواله في البنوك دون تقاضي فوائد عليها، ومع ذلك ف(عطاء) البنوك له هو (أخْذ) منه فقط، ولا صلة له بالعطاء، بل إنّ بعض التعاملات المالية البنكية تصيبه بالإضرار والغبن!. وبالنسبة للوطن، فالبنوك محظوظة به، فلا ضرائب تُذكر، ولا قوانين تُعسّر، والمناخ الذي تعمل فيه تحسدها عليه بنوك الأرض في مشارقها ومغاربها!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المُباح، بعثت لي برسالة عبر أثير الواتس آب، تقول فيها للبنوك: قليلًا من التفاعل الوطني، وإحياء الضمير يا عزيزتي، لترتقي مساهماتك، وتردّي بعضًا من جميل المواطن والوطن عليكِ!. @T_algashgari [email protected]