بعد أن أشرْتُ في مقالٍ سابقٍ لوجود أسرار وراء ضخامة الرواتب لبعض الوافدين مقارنةً بنظرائهم المواطنين في الجهة الواحدة، عبّر عددٌ منهم عن غضبهم ممّا خطّته يداي!. وبلغ الغضب معهم مبلغه، لدرجةٍ نعتوني معها بالعنصرية، والحسد، إلخ، إلخ، إلخ، كما سخروا مني بالقول أنه ليست هناك أسرار، ولا بطّيخ، إلّا في مخيّلتي الواهمة، واتفقوا على أنّ الكفاءة المهنية لهؤلاء الوافدين، هي السر الوحيد لرواتبهم الضخمة!. وأنا الآن؛ محتار، وأمامي أحد سبيليْن، إمّا السكوت بما يعنيه ذلك من رضا عن أقوالهم! وعندها يحق لكم أن تسألوني: لماذا إذن كتبت مقالك السابق؟ وهذا شنيع بحقي، لأنه يصورني بأنني أهرف بما لا أعرف، وإمّا أن أسلك السبيل الثاني وأسرد "بالعموم" ما في جعبتي من أسرار!. وبعد الاستخارة والاستشارة اخترت السبيل الثاني، وهاكم سرًا واحدًا اخترته لكم من القطاع الهندسي، ولا أقصد به فردًا معينًا أو جهة محدّدة، إنما هو موجود، صدقوني إنه موجود، وهو "تستر" بعض شركات المقاولات والاستشارات على بعض الوافدين في مشروعاتها لينفذوها من دونها، وكأنهم موظفون لديها، حتى تبدو الأمور قانونية ودرءًا للشكوك، فتأخذ الشركات نسبة عمولتها وهي نائمة في العسل، وتترك لهم الباقي مُصاغًا على شكل رواتب شهرية مرتفعة، وعلاوات سنوية ضخمة، قد تصل لملايين الريالات، وهذا "التستّر" غير نظامي، ولا يقبل معظم المواطنين التورّط فيه، لأنّ فيه مخاطر كثيرة رغم ما يسيّله من لُعاب، وهو أحد الأبواب المفتوحة على مصراعيها لحضرة الفساد!. وهناك أسرار أخرى تختلف قليلًا أو كثيرًا، حسب القطاع الذي تكون فيه، لكنّها كلّها تثبت أنّ نقص الكفاءة المهنية الذي يُعاب به المواطنون كمانع دون منحهم رواتب ضخمة هو ببساطة غير صحيح!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة عبر أثير الوطس آب، قالت فيها إنّ من ينكر وجود سوقٍ لهذه الأسرار قد يكون رابحًا فيها، افهمها بقى يا بشمهندس؟. @T_algashgari [email protected]