أعلنت صحيفة (المواطن) الإلكترونية أنها ستفتح قريبًا ملفًا مُثيرًا ومهمًا، هو الرواتب الضخمة لغير السعوديين في المملكة، وقد بدأَتْها بقصص وصَفَتْها بعبارة "رواتب ولا في الخيال"، وضربت مثلًا لراتب أحد المديرين غير السعوديين في صحيفة محلية، صدّقوا أو لا تصدّقوا، إذ يبلغ (250) ألف ريال شهريًا، مقابل مديرٍ سعوديٍ يتقاضى فقط (30) ألف ريال!. كم هو مسكين هذا المدير السعودي؟ وأظنه سيُصاب بالاكتئاب، لأنه يرى نظيرًا له داخل وطنه، وبنفس عمله، ونفس دوامه، ونفس إنتاجيته، ثمّ يتقاضى 12% فقط من راتبه!. وإذا كان هذا هو حال المدير السعودي براتبه الجيّد، فما هو حال الموظف السعودي العادي براتبه المتواضع وهو يرى نظيره غير السعودي براتبه المرتفع؟ حقًا كان الله في عونهما!. أنا أنتظر بشغفٍ شديدٍ فتح الصحيفة لهذا الملف، من قشرة غلافه الرئيسي لقشرة غلافه الأخير، وليس في القطاع الخاص فقط، بل في بعض القطاعات الحكومية كذلك، فالمشكلة ليست تفاوت رواتب عادي بين الموظفين، بل هي انحياز صارخ للموظّفين غير السعوديين على حساب الموظّفين السعوديين، ممّا يستوجب تدخّل أهل الحلّ والعقد، خصوصًا في مجلس الشورى، فذلك أفضل لنا ولهم من مناقشة قضايا لا تهم المواطن مثل طيور الحبارى!. ولو قال قائل: إنّ الكفاءة المهنية لغير السعوديين أكبر، وهي سبب هذا التفاوت في الرواتب، لصدّقته بلا تحفّظ لكن ليس الآن بل قبل خمسين سنة أو أكثر، أمّا الآن فأقول له: قِمْ بس قِمْ، فالكفاءات متقاربة، وقد تكون الكفاءات السعودية أكبر في كثيرٍ من الحالات، بل إنّ كفاءة غير السعوديين قد تُكتسب لدينا، بسبب مشروعاتنا الكثيرة واقتصادنا القوي!. هناك سرّ غامض وراء ضخامة رواتب غير السعوديين، وأرجو أن تهتك أستاره وتكشفه صحيفة (المواطن) لتكون خير مُعينٍ ل(المواطن) المكلوم في راتبه الوظيفي!.