سُذّجٌ هم الذين - بسبب التشابه اللفظي - يقولون للمواطن المتقاعد: مُتْ قاعد، فهو لا يموت قاعداً، لأنّ في القعود راحة، وهو غير مرتاح البتّة!. والأصح أن يقولوا له: اختر ميتتك من الآتي: (1) إمّا واقفاً أمام مسئول جهتك مُلتمساً التمديد الوظيفي، لكفاءتك و محافظتك على صحّتك، فيرفض المسئول، ويقبل التماسات آخرين ممّن هم دونك كفاءة وصحّة! (2) وإمّا حائراً بين ألقاب ما بعد التقاعد، ماذا تنتقي منها؟ هنالك المديون والمديونير والمُفْلِسْ والمُقترِض والمُعْسِر وذو الراتب المنزوعة منه البدلات، فهل تريد مشورتي؟ عليك بلقب المديونير لأنه شامل! (3) وإمّا مطروحاً على سريرٍ مُتهالكٍ في طوارئ مستشفى حكومي، بلا تأمين صحّي (صَجّتْ) وزارة الصحة آذاننا به دون أن تُقرَّه، ومُتربّصاً لشفيعٍ يمنّ عليك بغرفة تُعالَجُ فيها من السكّر والضغط والاكتئاب! (4) وإمّا (محبوساً) في غرفةٍ في مستشفى خاص، تُهاتِف أهلَ الخير ليُغيثوك بمالٍ تستطيع به سداد كامل فاتورة علاجك الفاحشة! (5) وإمّا سائقاً تُوصِل بعلتك وبناتك لمشاويرهنّ، طيلة اليوم، دون استراحة، كي لا تُوصف بالفسوق لمطالبتك بسياقة المرأة للسيارة، فاصفح عنهنّ إذا سَخِطْنَ لتأخّرك عليهنّ، واصفح عن البلدية لرداءة الشوارع! (6) وإمّا خائفاً من الموت، لأنّ مؤسّسة التقاعد ستخسف براتبك التقاعدي كما خُسِف بقارون، وسيسافر ورثتك من الطبقة المتوسّطة للطبقة الفقيرة، بحجوزات مؤكّدة عكس حجوزات خطوطنا الجوية! (7) وإمّا رافعاً لقضيةٍ في المحكمة، ليس ضدّ مغتصب القاصرات في جدّة، بل ضدّ من يقول أنّك تموت قاعداً مرتاحاً، بينما ميتتك عكس ذلك!. اختر ميتتك يا متقاعد، لكن على مسئوليتك، فأنا مالي دعوة!!. [email protected]