كان عيدنا سعيداً بلمّة الأحباب وفرحة الصغار وحضورنا لصلاة العيد التي نسميها صلاة المشهد وابتسامة تعلو الوجوه كباراً وصغاراً نخرج من بيت العائلة الكبير ثم نعود لنستقبل القاصي والداني والحلوى تزين مجالسنا طعمها يبقى على مر الزمان مع تلك العيدية مهما قلت قيمتها لها فرحة لا تضاهيها فرحة في الدنيا . كان عيدي أجمل وله مذاق خاص بوجود أمي التي فارقتنا إلى دار الحق فهذا اول عيد بدونها ، أشعر بمرارة الفراق في كل لحظة وحين ، افتقدت طلتك البهية ودعواتك وهداياك التي كنت تغمرينني بها ولكن أنت كنت أغلى هدية حرمت منها . لم يكن رمضان هذا العام كسابقه بدونك يا أماه افتقدت صحبتك للحرم النبوي وإلى مسجد قباء والى ختم القرآن لم أكن أعلم ان العام الماضي كان آخر ختمة للقرآن وأنا بمعيتك حبيبتي . ها هو عيدي أيضا بلا طعم فالأم لا يعوض مكانها أحد هي الأمان والفرح والسرور والقلب الحنون والدعوة الصادقة المستجابة رحمك الله أمي وأسكنك الفردوس الأعلى ولا حرمني الله صحبتك في مستقر رحمته. عيد اليوم يمر على أمة الاسلام وجراحها تنزف وآلامها تتزايد في كل بقعة من بقاع الأرض مصيبة حلت على المسلمين والمضطهدين والمستضعفين في الأرض . كيف نشعر بالفرح والسعادة وكل من حولنا يعاني من ويلات الحروب والتشرد والظلم والطغيان . وأصعب مافي الأمر أننا أصبحنا نرى بأم أعيننا ان المسلمين اشتد بأسهم بينهم والعالم يتفرج على هذه المآسي ويتساءل كيف لهؤلاء أن يجمعهم دين واحد ثم يتقاتلون ويتناحرون ويكيد بعضهم ببعض بل ويدعو بعضهم على بعض . ألم يعتصر القلوب والدموع تكاد تجف في المحاجر من هول ما ترى ولا حول ولا قوة الا بالله. أين هو شاعر العرب الذي قال يوما عيد بأي حال عدت يا عيد لينظر ماذا حل بحالنا ليعلم ان كل زمان يأتي علينا هو أصعب من قبله وإلى الله وحده المشتكى . الهي وسيدي وخالقي أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين واكشف عنا الكربات واكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وآمنا في أوطاننا وارحم أمواتنا وأموات المسلمين وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية وسعادة . [email protected]