محمد الفقي - القاهرة تشهد الساحة السياسية المصرية، حالة من التخوّف بعد تصاعد وتيرة العنف في الشارع المصري، خلال الأسبوعين الماضيين منذ عزل الجيش للرئيس محمد مرسي، ووسط التأكيد على ضرورة عمل مصالحة شاملة مع جماعة الإخوان المسلمين. واستقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بمقر مشيخة الأزهر، أمس، شباب من قوى سياسية، وممثلين لجبهة 30 يونيو، وحملة تمرد، والتيار الشعبي، لبحث كيفية تحقيق المصالحة الوطنية، وبناء الدولة بعد 30 يونيو، دون إقصاء أحد. وأكد محمد السيد ممثل التيار الشعبي، أن اللقاء جاء بعد أن طلبوا مقابلة شيخ الأزهر منذ أكثر من أسبوع، وأن اللقاء تم تحديده عقب عودة الطيب من محافظة الأقصر، موضحًا أن اللقاء تناول جميع القضايا على رأسها المصالحة الوطنية، وسبل تحقيق هذه المصالحة. وكشف السيد عن مطالبات الشباب والقوى السياسية بضرورة المحاسبة لكل من ارتكب جرائم في حق الوطن والمجمتع قبل المصالحة، وأن تكون هناك مكاشفة في تناول هذه القضايا لكل الرأي العام. وقال المتحدث الإعلامى باسم حزب الوفد فؤاد أبوهميلة، إن الحزب على رأس القوى السياسية المدنية التى ترحب بالمصالحة الوطنية من أجل تحقيق استقرار المرحلة الانتقالية حتى يتم الانتهاء من بناء المؤسسات الدستورية بشكل صحيح، مؤكدًا أن المصالحة الوطنية تقتضى وقف أعمال العنف التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين ضد المصريين في مختلف محافظات مصر. من جهته قال رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والقيادي بجبهة الإنقاذ الدكتور محمد أبو الغار، إن حزبه يجرى مفاوضات حاليًّا مع حزبي المصريين الأحرار والدستور للدخول في تحالف انتخابي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرًا إلى أن هذا التحالف سيدخل أيضًا في ائتلاف انتخابي مع حزب الوفد على أن تكون هناك قائمة موحدة للأحزاب الأربعة. وأوضح أبو الغار، أنه في حال اتخاذ جبهة الإنقاذ قرارًا بخوض الانتخابات بقائمة واحدة سيلتزم الحزب بقرارها، مضيفًا إن الحزب أجرى اتصالات مكثفة مع كافة الأحزاب والقوى السياسية المختلفة للتنسيق معها والاستعداد لخوض الانتخابات في تحالف مدني مشترك. من جانبه، قال رئيس لجنة الإعلام بحزب الوفد ياسر حسان، إن الحزب قرر خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على 100% من المقاعد في كل الدوائر على مستوى الجمهورية، وتجرى الاستعدادات على قدمٍ وساق من أجل أن يستحوذ الوفد على ثقة الشعب المصري في الانتخابات المقبلة، وتعكف لجنة الانتخابات بحزب الوفد على وضع خطة تحرك جماهيري كبيرة في كل محافظات الجمهورية. وأضاف حسان، إن الحزب يسعى وبكل قوة لنيل ثقة المواطن المصري والحصول على أغلبية نيابية تمكنه من تشكيل حكومة ليتمكن من خلالها تطبيق برنامج حزب الوفد بمحاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأعلن حسان عن تدشين حزب الوفد لحملة إعلامية كبيرة على معظم القنوات الفضائية تبدأ فى 20 رمضان الحالي من أجل تسويق برنامج حزب الوفد استعدادًا للانتخابات البرلمانية. فيما أعلنت أحزاب ذات مرجعية إسلامية مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، على الرغم من موقفها الرافض لما اسمته «الانقلاب على الشرعية»، وقال المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية خالد الشريف، إن الحزب سيشارك في الانتخابات. يأتي هذا فيما بدأت أزمة التعديلات الدستورية تطفو على السطح، حيث أكد تكتل القوى الثورية الذي يضم عدة فاعليات وحركات سياسية رفضه تعديل الدستور الإخواني الحالي وترقيعه، مضيفًا إن الثورة أسقطت نظام الإخوان ودستورهم، وإن الشعب الذي خرج يوم 30 يونيو كان رافضًا لكل ما نتج عن هذا النظام «الفاشي» بما فيه دستورهم الخاص، متطلعًا إلى دستور جديد يمثل بالفعل جميع المصريين. وطالب التكتل، في بيان له أمس رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، بما له من صلاحيات خوّلتها له الثورة طبقًا لخارطة الطريق بإصدار إعلان دستوري مكمل يتضمن صياغة دستور جديد للبلاد من لجنه تحتوي على فقهاء دستوريين معتبرين لكتابه مشروع دستور جديد. من جهته حذّر حزب النور «السلفي» من المساس بمواد الهوية فى الدستور عقب التعديلات المزمعة، مشيرًا -على لسان رئيس الحزب يونس مخيون- أن المساس بمواد الهوية يوصل البلاد إلى ما لا يحمد عقباه، وسيتخذ الحزب موقفًا قويًّا تجاه ذلك، نظرًا لمخالفة خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها مع الجيش.