على مدى 24 ساعة يوميًا فى رمضان يتناوب العشرات من رجال الدفاع المدني على مراقبة حركة المعتمرين والمصلين في العاصمة المقدسة وتلقي البلاغات عن الحوادث وتوجيه الوحدات والفرق الميدانية لمواقع حدوثها. لا يجدون وقتًا كافيًا لتناول طعام الإفطارداخل غرفة العمليات، يمسكون بريشة تمرير البلاغات في ذات الوقت مع تمرات يتناولونها على عجل وهم يجيبون على المتصلين للإبلاغ عن وقوع حادث حريق أو احتجاز أو استفسار ويتكرر نفس المشهد أثناء تناول طعام السحور دون كلل أو ملل لأن غايتهم سلامة ضيوف الرحمن وأملهم أن ينالوا أجر الصيام والعمل في حماية الأرواح والممتلكات. المدينة عايشت لحظات الإفطار مع رجال الدفاع المدني داخل غرف العمليات المطورة بالعاصمة المقدسة ورصدت مدى الإخلاص والتفاني والحرص على تلبية نداء كل من يتعرض لحادث أو مكروه. العريف موسى الثقفي والذي يتولى تلقي وتمرير البلاغات وهو يتناول طعام الإفطار أمام عدد من الشاشات التلفزيونية يقول اعتدنا منذ سنوات على أن نتناول طعام الإفطار والسحور أثناء العمل بعيدًا عن الأهل والأصدقاء ونجد سعادتنا في تلبية نداء كل من يحتاج للمساعدة أو متصل للإبلاغ عن حادث تعرض له أو الإسهام في حماية معتمر أو متصل من خطر وهذه هي رسالة الدفاع المدني وعملنا الذي نسأل الله العلي القدير أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم. ويضيف العريف الثقفي «لا يمكن أن يشغلنا طعام الإفطار أو السحور عن أداء واجبنا لأن أي تأخير في تلقي البلاغات قد يعرض حياة إنسان للخطر أو يعطل جهود إنقاذه وهو ما نعيه جيدًا ونضحي من أجل تحقيقه بكل جهد أو راحة. فيما قال الوكيل رقيب ماجد العتيبي: أعمل بغرفة عمليات الدفاع المدني منذ 10 سنوات وكثيرًا ما تناولت طعام الإفطار والسحور أمام أجهزة الهاتف وشاشات المراقبة في انتظار الخطر وتلقي البلاغات عن الحوادث وتمريرها للوحدات الميدانية، وكلما تم تلقي البلاغ بسرعة كان ذلك مفيدًا في تقليل الخسائر في الأرواح أو الممتلكات. ويشير الوكيل رقيب العتيبي «أن السهر على سلامة ضيوف الرحمن شرف لكل رجال الدفاع المدني ومصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا. وحول طبيعة البلاغات التي ترد لعمليات الدفاع المدني وقت الإفطار، أوضح وكيل رقيب فهد سليم الحربي أن الجزء الأكبر من البلاغات يكون عن حوادث بسيطة وقعت داخل المطابخ المنزلية أو المطاعم أثناء تجهيز طعام الإفطار وبعض البلاغات عن حرائق ناتجة عن تسرب الغاز أو اشتعال زيت الطهي وهو ما يحتاج إلى سرعة تمريرها للوحدات الميدانية وتحديد موقعها بدقة. وحول أغرب بلاغ تلقاه داخل غرفة عمليات الدفاع المدني قال وكيل رقيب الحربي «تلقيت قبل عدة أيام بلاغًا عن احتجاز قطة في أحد الأماكن المغلقة وقت الإفطار وكان المتصل يطالب بسرعة إنقاذها والرأفة بحالها ولاسيما ونحن في شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة». في حين أكد الجندي أول فارس الطلحي «أن بعض الاتصالات وقت الإفطار تكون من أشخاص يريدون معرفة أوقات آذان المغرب ونتلقى أحيانًا بلاغات كاذبة من أطفال بغرض التسلية أثناء انشغال ذويهم بإعداد الطعام أو الصلاة وهي أمور سلبية رغم طرافتها لأنها قد تتسبب في إشغال رجال الدفاع المدني «، مؤكدًا أن جميع البلاغات يتم تسجيلها آليًا ومتابعة مباشرتها من قبل الوحدات الميدانية. وعن أكثر البلاغات التي يتلقاها وقت الإفطار يقول «غالبًا ما تكون عن احتجاز أطفال في غرف المنزل أو حوادث السير نتيجة العجلة والرغبة في الوصول للمنزل قبل وقت آذان المغرب.» أما الجندي ثامر مسفر القثامي فيقول نتناول طعام الإفطار داخل الغرفة في انتظار الخطر وكثيرًا ما نتلقى بلاغات لا تدخل في مجال عمل الدفاع المدني إلا أننا نقوم بتقديم الخدمة لجميع المتصلين وتمرير بلاغاتهم إلى الجهات المعنية حرصًا على مساعدتهم، ومن أمثلة هذه البلاغات ما يخص فرق الهلال الأحمر أو أجهزة أمنية أخرى كالمرور، ومن البلاغات الطريفة عدم وجود طعام إفطار لمواطنين تائهين في مناطق لا يوجد فيها ماء أو طعام ويتم التعامل مع كل البلاغات بالجدية المطلوبة. المزيد من الصور :