قال الدكتور على فضل الله نجل العلامة اللبنانى الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله إن فهمنا الدين على حقيقته يجعلنا نجد ان الدين يفتح الحياة امامنا على مصراعيها لتطويرها وتحسينها، من دون الغرق في مشاكل الطوائف والمذاهب التي لا تنتهي. وأشار فضل فى تصريح ل»الرسالة» إلى أن آلية الفتنة تعتمد على سياسة التخويف؛ تخويف السنة من الشيعة وتخويف الشيعة من السنة. وتسعى قوى الفتنة والمستفيدة منها إلى إبقاء الواقع الوطني والواقع الديني والواقع الإنساني في حالة توتر دائم لخدمة واقع سياسي ما. فالصراع الموجود الآن ليس صراعًا مذهبيًا ليأخذ طابع الصراع على أسباب تاريخية أو دينية كالخلافة او غيرها من تباينات عقائدية أو مذهبية، بل هو في الجانب السياسي، لكن يُعمل على الاستفادة من المفردات المذهبية للإثارة. إذ مهما فعل المرء من مجهود سياسي فلن يجمع جمهورًا كبيرًا، بينما بالإثارة المذهبية هذا متوفر بسهولة. لذلك هو صراع بين محاور سياسية تتصارع والجانب المذهبي وسيلته المباشرة. وأكد المرجع الشيعي أن الخلاف موجود تاريخًا بين السنة والشيعة، وإنكاره غير واقعي، أكان هذا على مستوى الفقه والعقيدة أم تفسير الآيات والأحاديث أم على مستوى التاريخ، لكن نرى الإشكالات التي تطرح في الساحة حاليًا ويدفع إلى التوتر ليس شيئًا من هذا، بل بسبب ألفاظ تحريضية وكلمات انفعالية تطرح من هنا ومن هناك، وبالتحديد السب واللعن لبعض الصحابة من آل البيت ونساء وأمهات المؤمنين، هذا كل ما في الأمر حاليًا في إطار العلاقة بين السنة والشيعة وهذا أمر لا يجوز لا السب ولا اللعن من طبيعة المسلم وقيمه، وكان تنبه إلى هذا الخطأ كثيرون من الفقهاء الشيعة. كان الإمام الأكبر قد أكد لفضل الله أننا الآن أحوج ما نكون إلى إشاعة ثقافة التسامح، ومكافحة ثقافة الحقد والطعن وسبّ خيار هذه الأمة، وقد آلمني وأحزنني كثيرًا ما نراه في بعض الفضائيات الشيعية المشبوهة التي أُنشئَت من أجل بث الفرقة والنزاع، وإيجاد حالة من البلبلة الفكرية لدى جماهير الأمة، مما يزيد من حالة البلبلة إيغالًا وضراوة. وأضاف أنه لا يمل من تكرار مطالب أهل السنة، ويرجو من السيد علي فضل الله أن يبلغها إلى المراجع والدينية في العراق وإيران، والتي تتلخص في النقاط التالية: - وجوب إصدار فتاوى صريحة وواضحة تحرِّم وتُجرِّم سبّ أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وكذلك الخلفاء: الصديق والفاروق وسيدنا عثمان رضي الله عنهم أجمعين - الأمر الجلَل الذي يجب التركيز عليه هو مسألة الاختراق الشيعي للبلاد السنية؛ فمصر مثلًا كانت ولازالت معقلًا لأهل السنة والجماعة، والأزهر يرفض رفضًا قاطعًا هذا الاختراق من الشيعة، ولا نحب لشباب مصر وأهلها أن يتشيَّعوا، وهذا ينطبق على باقي العالم العربي والإسلامي. هذا يهدد وحدة النسيج الوطني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات السُّنِّيَّة، فتصدير المذهبيات من مجتمع إلى آخر، جهود وأنشطة عَبَثِيَّة ينبغي علينا جميعا أن ندينها ونوقِفَها. - الأمر الرابع هو ضرورة حث أصحاب القرار على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعلى رأسها البحرين وسائر دول الخليج، فحسن الجوار هو القاعدة التي يجب أن تسود علاقاتنا جميعا وبخاصة في منطقة الخليج الحساسة التي يتخذها البعض تكأة للتدخل في الشؤون الدول الإسلامية، وإثارة الإحن فيما بينها، ونحن في غنى هذه المشكلات كلها، لنفرغ لمشكلاتنا الحقيقية.