شهدت الأيام الأخيرة زيارات مكثفة من الوفود الشيعية للقاهرة للقاء شيخ الأزهر، ساعين إلى بداية مرحلة جديدة من التقريب بين المذاهب، وجاءت في مقدمة هذه الوفود الوفد الإيراني الذي قدم دعوة للدكتور أحمد الطيب لزيارة إيران، ووفد آخر من حزب الله حاملًا مطلبًا من حسن نصر الله بتخفيف حدة تصريحات شيخ الأزهر ضد النظام السوري وما يمارسه ضد شعبه، بالإضافة إلى وفد ثالث يمثل شيعة لبنان والذي طلب من شيخ الأزهر الدخول بقوة في قضية التقريب بين السنة والشيعة. وجاءت ردود شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على الوفود الشيعية قوية ومؤثرة، حيث أعرب عن رفضه محاولات نشر المذهب الشيعي بين أبناء أهل السنة والجماعة، وأن الأزهر الشريف سيقف بالمرصاد لكل هذه الدعوات المفرقة والمشتتة للأمة. وطلب شيخ الأزهر من الوفد الإيراني إبلاغ آيات الله العظمى في إيران بأن يبدأوا بمبادرات للإسهام في مسيرة التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية، ونشر ثقافة التسامح بدلا من ثقافة الحقد والخلاف، وشدد على ضرورة استصدار فتاوى واضحة وصريحة تدين من يدعو بدعوى الخلاف والفرقة والهجوم على أهل الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأمهات المؤمنين الذين ورد القرآن باحترامهم والثناء عليهم، مؤكدًا أن هذا كله حماية للموقف الموحد للأمة الإسلامية على أسس واضحة منصفة للجميع، وان الأزهر كان ولا يزال رائدا في مجال التفاهم والتوافق بين علماء السنة وزملائهم من علماء الشيعة، راجيًا تحسين العلاقات بين العالم العربي وجمهورية إيران وبما يحقق سياسة حسن الجوار، ويجب أن تحرص جميع الأطراف على توجيه نفقات الأموال لهذا الغرض السامي وهو بناء جسور المودة والاحترام المتبادل، وليس إلى اختلاق المشكلات المصطنعة التي تثير الفتن وتشعل نار الخلاف بين أبناء الدين الواحد والثقافة الواحدة، والاعتداء على حقوق الجيران، وتشجيع كل طرف على التدخل والمساس بحقوق الطرف الآخر. وردًا على رسالة نصر الله دعا شيخ الأزهر إلى مراعاة الموقف الدقيق الحساس الذي تمر به بلادنا العربية في ربوع الشام، بالحرص على ما يحقن الدماء الزكية والمصائر المهددة وأن تراعي كل السلطات حقوق الشعوب واختياراتها، والحيلولة دون تدخل القوى الأجنبية، والجهات التي لا تريد خيرا لنا جميعا، ولا ينبغي لحزب الله أن يبدد أو يهدد بمواقف حزبية أو طائفية أو نظرات إقليمية ضيقة، وإنما ينبغي أن ننظر إلى مصالح الأمة كلها دون أي اعتبار آخر، وإن مصر الثورة ترحب بكل التوجهات الوطنية والنضالية المحافظة على مقدرات الأمة العربية في قدسها وأوطانها وحقوقها جميعا، وأنها مع كل جهد مخلص يرعى هذه الحقوق المقدسة. وشدد شيخ الأزهر، على أنه يجب التخلي عن ثقافة الحقد التي نراها في كثير من الكتابات والفضائيات، وإنه على كبار مراجع الشيعة إلى إبداء الفتاوى الصريحة والواضحة والملزمة لكل الشيعة بضرورة احترام وتوقير أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وجميع الصحابة الكرام، وتجريم كل الأقوال التي تنتقص من قدرهم. وطالب بتكثيف العمل بين السنة والشيعة لنصرة الإسلام ودعم المسلمين في جميع أرجاء الأرض، بالتعاون بين المذاهب الإسلامية كافة واستكمال مسيرة الأزهر الشريف في التفاهم والتعاون بين المذاهب الإسلامية، ولن يسمح باختراق المجتمعات السنية من طرف أي مذهب كان، ولا يمكن للوحدة الإسلامية أن تقوم إلا بالاحترام المتبادل والتعددية المذهبية، وأنه لا مكان للتبشير والتشييع في المجتمعات السنية، وإن الأزهر سيقف بالمرصاد لكل هذه الدعوات. احذروا الخروج على الملة انتهى رد شيخ الأزهر على الوفود الشيعية من إيران وحزب الله ولبنان وبقى السؤال حول المطلوب من الأطراف كافة للتقارب وكيفية الخروج من دائرة الاختلاف، يقول الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم هم مرجعية الأمة الأولى والذين تلقينا عنهم الدين الذي نقلوه صحيحًا إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن تعمد الإساءة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب أو القذف يعد كفرا صريحًا وخارج على ملة الإسلام، وأنه يجب الدخول في حوار صريح وعاجل بين السنة والشيعة للقضاء على الفتن الطائفة والمذهبية التي تنخر كالسوس في جسد الأمة الإسلامية والسعي لتحقيق الوحدة بين المسلمين لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ويضيف يجب التأكيد على أن حب آل البيت واحترام وحب الصحابة واحترام سيرتهم فريضة دينية على كل مسلم ولا يجوز مطلقا تناول أي فرد من صحابة رسول الله بالسب أو القذف ومن يفعل ذلك فليخرج عن عباءة الإسلام والمسلمين، وإن العصر الحالي يشهد تعدد الإساءات والاتهامات لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل بعض غلاة الشيعة، مما يوجب مواجهة هذه الهجمة على الصحابة وإسقاط ما يرد على ألسنة أصحابها ويتطلب وضع آليات لهذه المواجهة، مع أننا نعتبر أن احترام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الركن السادس من أركان الإسلام أما الإساءة إليه عن تعمد وإصرار فهو منكر شديد يخرج صاحبه عن آداب شريعة الإسلام وعن أحكامها وعن مكارم الأخلاق وسلامة الاعتقاد. خلاف فقهي ويؤكد الشيخ عبدالباقي أن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف فقهي في الفروع وليس في الأصول، ويقول: إذا ما استبعدنا ما عرف قديمًا عن غلاة الشيعة وما نسب إليها من شناعات وهم قد انقرضوا الآن إلا قليلا منهم فإننا نلتقي مع معتدلي الشيعة في اننا جميعًا مسلمون ولهذا أفتى كبار علماء أهل السنة قديمًا وحديثًا بأن معتدلي الشيعة يؤمنون مثلنا بأصول الايمان في جانب العقيدة وهي الأصول التي وردت في مثل قول الله سبحانه وتعالى: «ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والسنة»، ويؤمنون مثلنا بالجانب العملي المنبثق عن أصول الإيمان والذي ورد في الآية السابقة نفسها: «وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون»، ويضيف: فالتصالح بين السنة والشيعة قائم بالفعل أما ما نختلف فيه فهي أمور ليست داخلة في أصول الإيمان، ولا شك أن لبعضهم إضافات ابتدعوها كعمة الأئمة والتكية هذه الأمور نترك الحكم فيها لله عز وجل ولا يصح أن نتخذ فيها مبررات للتفرقة والتخاصم يكفي أننا جميعًا موحدون ولنا قبلة واحدة ووحي واحد وينبغي ألا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وضع صحيفة الوفاق بين كل الطوائف فصنع منهم أمة واحدة. ويؤكد أمين عام المجمع أن تقريب المذاهب الإسلامية لا يعني غلبة مذهب على حساب مذهب آخر لكن دعوة إلى تنقية المذاهب من الشوائب التي أثارتها العصبيات والنعرات الطائفية وأذكتها العقلية الشعوبية، وإن فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية تقوم على أسس التعارف العلمي وتضييق شقة الخلاف وليس معناها التوحيد بين المذاهب وإنما التقريب المقصود هو أن لا يصل الخلاف في الفروع إلى حد العداوة فالتقريب اتجاه جاد داخل الإسلام مجرد من اللون الطائفي أو الإقليمي للتخلص من العداوة المتبادلة بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة والعمل على صيانة وحدة الأمة الإسلامية. الحوار العلمي ويقول د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية إنه لا حرج من الحديث في نقاط الخلاف بين الطوائف الإسلامية من سنة وشيعة ولكن يجب أن يكون ذلك بهدف الحوار المثمر لتحقيق الوحدة الإسلامية وليس لنقل هذه الخلافات إلى العامة حتى لا تحدث فتن كارثية تؤثر بالسلب في حاضر الأمة ومستقبلها، وإنما يكون هذا الأمر بالحوار العلمي بين العلماء والدعاة من الطرفين. ويضيف أن الشيعة لديهم مدرستان أساسيتان إحداهما مدرسة إخبارية قديمة قامت بتحريف القرآن الكريم والأخرى هي المدرسة الأصولية الاجتهادية التي تبلورت في القرن التاسع عشر ورفضت ما قامت به المدرسة الأولى حتى ان هناك كاتبًا ايرانيًا كتب كتابًا مهمًا يفند فيه أباطيل المدرسة الإخبارية بعنوان» أكذوبة تحريف القرآن بين السنة والشيعة» ولكن للأسف كلتا المدرستين يختلفان فى تفسير التنزيل القرآنى ويتفقون فى التأويل، وكثير منهم يقوم بسب الصحابة وهو الأمر الذى يصل إلى «الفحش فى القول» ورغم كل ذلك فإننا نطالب ببقاء الحوار وتجدده في إطاره العلمي حتى تحقق المصلحة للأمة جمعاء. تصعيد العداء وينعي هاشم أن بعض علماء الشيعة صعدوا العداء والتكفير من نطاق أصول الاعتقاد إلى نطاق «العنصرية»، والأحكام التكفيرية امتلأت وطفحت بها مصادر الفكر الشيعى، ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه بنص المحكمات من آيات القرآن الكريم، فهؤلاء الصحابة هم الذين أقاموا الدين، وأسسوا الدولة، ووضعوا أسس الحضارة، وأزالوا طواغيت الروم والفرس، ففتحوا الأبواب أمام الإسلام أعظم نعم الله علينا، والذين لولاهم لكانت شعوب الشرق تعبد حتى الآن النار، أو الصلبان، أو حتى العجل أبيس، ويجب أن يدرك العقلاء الحكماء من علماء الشيعة وهم كثيرون خطر التراث التكفيرى للصحابة ومن والاهم أي ل 90% من أمة الإسلام، لأن خطره يدمر وحدة الأمة، ويجب أن يقضي هؤلاء العقلاء من علماء الشيعة على التناقض بين هذا الفحش التكفيرى الذي تطفح به وبين شعارات «الوحدة الإسلامية» التي يرفعونها، والتى يعقدون لها المؤتمرات، ويدركون مخاطر الثغرات التي تفتحها نزعة التكفير فى جدار الأمة وصفوفها، والتي ينفذ منها الأعداء- الصليبيون والصهاينة- لتدمير كل مكونات الأمة كما هو حادث الآن على أرض العديد من بقاع عالم الإسلام، ويجب أن يتخلى الغلاة منهم عن الحقد الأسود على أهل السنة والجماعة، مما دفعهم للتحالف مع الأعداء الألداء لتدمير أوطان إسلامية، طمعًا في امتلاك السلطة والتسلط حتى ولو كان ذلك على أنقاض هذه الأوطان، وإذا كان المجتهدون من علماء الشيعة قد أحسنوا صنعًا عندما راجعوا تراثهم القديم، الذى طفح بالحديث عن تحريف القرآن الكريم، وأعلنوا أن هذا القرآن لم يصبه أي تحريف أو تغيير أو تبديل، فيجب أن يبادروا بمراجعة تراثهم القديم والحديث والمعاصر في تكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاهم خصوصًا وأن هذا التراث التكفيري فيه تكذيب صريح للآيات القرآنية المحكمة التي جاءت عن الصحابة في القرآن الكريم. فرضية الوحدة ويطالب د. عبدالمعطى بيومي العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وعضو المجمع بعدم النظر إلى التراكم التاريخي للشيعة، وإنما يجب دراستهم في أوضاعهم الحالية والتوجه إلى العقلاء منهم حتى لا تتحول مسيرة التقريب بين المذاهب إلى حلقة جديدة من حلقات الصراع بين الطرفين، ويجب على أئمة الوقت الشيعة في كل مكان تنحية الخلافات جانبا والانخراط في حوار بناءً مع السنة لأن الوقت الحالي لم يعد يسمح بوجود خلافات وصراعات، وأصبحت التحديات الحالية تفرض الوحدة الإسلامية، وبخاصة ان أهل السنة لا يكفرون الشيعة ولا يريدون لهم أن ينزلقوا إلى سب الصحابة لأن التهوين من قيمة الصحابة والطعن في سيرتهم والثقة بهم يجعل مرجعية الأمة برسول الله وعلاقتهم به تنفك وبخاصة ان المرجعية الأولى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة في نقل الدين. ويضيف د. بيومي أن الخطر الشديد يكمن في هذا السيل من الفضائيات التي تقوم بسب الصحابة ليل نهار على مرأى ومسمع من الجميع، ويجب العمل على ضرورة استخلاص الدروس من مجتمع الصحابة وتربية أجيال الأمة في حاضرها ومستقبلها على منظومة القيم التي رسخها صحابة رسول صلى الله عليه وسلم، والتي تصلح لمنهج فكرى لضخ شريان الحياة الحقيقي في حياة الأمة وتجديد شبابها وبخاصة أن الصحابة ما تعلموه من رسول الإنسانية أسسوا لمدارس التعدد الفكري والنقد البناء والحوار مع الآخر والتلاقح الفكري بين الشعوب. ورقة رابحة ويحذر د. بيومي من أن قضية العلاقة بين السنة والشيعة والصراع المحتدم بين الطرفين أصبحت ورقة رابحة يلعب بها أعداء الأمة الإسلامية من خلال دس الخلاف وإشاعة التناحر، ويجب العمل على وجود حوار ذاتي بين السنة والشيعة ووضع الشيعة أمام مسؤولياتهم الإسلامية حتى يمكن تحقيق الوحدة للأمة الإسلامية ومواجهة من يتربصون بها، ويجب التقريب بين السنة والشيعة وعدم النظر إلى اللا مبالين من الطرفين وإنما يجب الاتجاه إلى العقلاء لإيجاد مساحات مشتركة، وعدم توسيع قضية الخلاف المذهبي حتى لا تتحول إلى قضية سياسية تضر المسلمين، ولتحقيق ذلك يجب الاطلاع على الآراء الشيعية القديمة وتحليلها في إطار العلماء دون إشاعتها بين الناس حتى لا تتسع الفجوة ويضيق كل طرف بالآخر مما يؤدى على حدوث فتن مذهبية في كل العالم الاسلامى. أطماع السياسة ويؤكد د. محمد رأفت عثمان العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية ضرورة عدم الخلط بين محاولات الأطماع السياسية لدولة معينة في المنطقة تطرحها بأيديولوجيات محددة، وبين السعي لجمع شتات الأمة والتقريب بين مذاهبها السنية والشيعية من منطلق ديني خالص، فالمشروع الإيراني بصبغته السياسية لا يمكن لأحد إنكاره أو التغاضي عنه ولكن هذا الأمر لا يجب أن يكون سببًا مباشرًا في وقف مساعي التقريب ووأد الصراع بين السنة والشيعة، فإن جهود العلماء يجب أن تكون مكثفة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، ويجب العمل من أجل القضاء على الأمية الدينية التي أصابت للأسف الشديد بعض العلماء والفقهاء وهى سبب في الفرقة بين السنة والشيعة، لأنه لا فرق بين سني وشيعي فالمسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأقام أركان الإسلام وتوجه في صلاته إلى القبلة أما فيما يتعلق بالأمور السياسية ومجال المعاملات فهناك بعض الخلافات وهذا شيء طبيعي ففي المذهب الواحد سبعة أقوال للمسألة الواحدة، إذن الشيعي مثل السني وجميعهم مسلمون يؤازر بعضهم بعضا أمة واحدة «المؤمنون أمة واحدة» ومن خرج عن هذا فهو ليس مسلما وخروجه هذا ليس له علاقة بالشيعة ولا بالحنفي ولا الزيدية ولا غيرها من المذاهب فالذي يؤمن بأصول الإسلام هو مسلم أما الخلاف في الفروع فتخضع للاجتهاد ولا يجوز للمجتهد أن ينتقد حكم مجتهد آخر فكل واحد على اجتهاده، المتعصبين من السنة والشيعة يعدون خدمًا للعدو بل انهم يقتلون أنفسهم بأنفسهم لأن خلافهم هو سلاح للعدو ضدهم، ولذلك يجب التأكيد على أن التقريب بين الأمة العربية والإسلامية بجميع مذاهبها سيؤدي إلى العمل تحت راية الشرع التي تحمي الحاكم والمحكوم وتحقق الاستقرار والأمان والذي يذيع أن عدم التقريب هو في صالح الحكام فهو على باطل.